هل لبنان سيواجه خطراً غذائياً في ظل الحرب؟

«لبنان في مهب الحرب», إنها حقيقة لم يعد لها مجال في أن تبقى قيد التجميل بأنها شاملة أم ليست شاملة, فالأمر قد وقع رغماً عن الجميع وبات اللبنانيين أسرى الخوف والقلق, الذي يكبر منسوبهم كلما توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان وكبر, هذا الخوف والقلق كان أمر طبيعي في السابق ولكن مع تدهور الأوضاع نتيجة الحرب الدائرة في لبنان, خرج عن طبيعته وبات مساره مجهولاً كما مسار البلد برمته في ظل الحرب واستمرارها.

هذه المعطيات تنعكس سلباً على الأمن الغذائي الذي تحذّر منظّمات المجتمع الدولي من مخاطر اهتزازه أكثر فأكثر, وصولاً إلى انعدامه لدى شريحة أوسع من اللبنانيين واللاجئين وحتى اللحظة, المخاطر قائمة ومدعومة بتقارير دولية, منها تحذيرات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا- الإسكوا, من «أزمة انعدام الأمن الغذائي», إذ ترى اللجنة أن المشكلة لا تكمن فقط في عدم القدرة على إيجاد الغذاء, بل تطال جودة ما يتم الحصول عليه, وايزاء توسع الحرب الذي يأخذ منحى تصاعدياً ومع لجوء اللبنانيين المستمر إلى الأسواق والسوبر ماركت لتأمين ما تيسر من الإحتياجات وعلى وجه الخصوص تأمين المواد الغذائية بالتحديد وان كان ثمن ذلك «غزو السوبر ماركت»والبضائع فيه هل بات لبنان أمام خطر غذائي حقيقي وحتمي؟

رئيس نقابة اصحاب السوبرماركت نبيل فهد يؤكد بأن الوضع التمويني هو مستتب, ويجري تأمين البضائع بطريقة منتظمة سواء من خلال المستوردين أو عبر المصانع المحلية, وهذا مؤشر واضح على عدم انقطاع أي من السلع في المحلات في المناطق الأمنة التي لم تتعرض للقصف.

ويكشف فهد أن الخوف يبقى دائماً حول احتمالية انقطاع المواصلات, أي عدم التمكن من توصيل المواد الغذائية من المستودعات إلى نقاط البيع, ولكن حتى اللحظة هذا الأمر لم يحدث على الإطلاق وكما هو ظاهر في الوقت الحالي أن المواد الغذائية ستبقى مؤمنة من المستودعات إلى نقاط البيع وصولاً إلى السوبر ماركت بطريقة عادية.
أما عن موضوع التهافت الذي حصل في الأيام الماضية على الشراء, فيرى أن هذا الأمر حقيقي ولا أحد ينكر ذلك ولكن ليس بسبب الخوف والهلع كما يتم تصوير الأمر, إنما التهافت كان هدفه فقط التموين للإحتياط بالرغم من أن التموين كان أكثر من العادي, ولكن بقي ضمن نسب محدودة ليس بالهلع الذي كنا نشاهده في الماضي إن كان في حرب تموز 2006 وسواها.

ويشدد على أن تموين المواد الغذائية يحصل ضمن الإطار والطرق العادية, في الوقت الحالي ولا يوجد أي انقطاع للمواد الغذائية على الإطلاق والأسعار تعتبر مضبوطة, وهناك استقرار في الأسعار ولم نشهد أي زيادة بالأسعار تذكر من قبل الموردّين, كما في نقاط البيع التي تعتبر الأسعار المحددة هناك كما هي.

ويختم فهد قائلاً:«أننا كـ«سوبر ماركت», نقوم بتغيير الأسعار حينما تتغير تلك الأسعار من قبل المورد نفسه, واذا لم نلحظ أي تغيير في الأسعار عند المورد, فهذا يدل على أن الأسعار لا زالت مستقرة, ونحن على تواصل دائم ومستمر مع وزارة الإقتصاد وعقدنا في الأيام الماضية اجتماعين مع وزير الإقتصاد أمين سلام بالإضافة إلى مدير عام الإقتصاد, والنقابات التي تهتم بالأمن الغذائي كما حصل اجتماعاً أيضاً مع الهيئات الإقتصادية ومدير عام الجمرك ومدير عام مرفأ بيروت, وهناك تنسيق تام بين جميع المعنيين كي تنصب جهود الجميع لكي لا يحدث هناك أي تأخير يتعلق بهذا الأمروخروج البضائع من مرفأ بيروت يتم بطريقة منتظمة وهذا ما يعطينا إطمئنان إضافي بأن المواد الغذائية ستبقى مؤمنة».

مصدراللواء - عبدالرحمن قنديل
المادة السابقةمنصوري يطمئن إلى استقرار سعر الصرف
المقالة القادمةالأسمر: ضرورة تواصل العمال المتضررين معنا لوضع “داتا” والسعي لمساعدات مادية