هل نودع كهرباء الدولة في هذه المرحلة ونحن بأمس الحاجة اليها؟

السؤال المطروح،ما هو واقع الكهرباء حاليا وهل من أمل باصلاحها،والاتّكال عليها؟ خصوصا ان قرار رفع التعرفة الذي لم يجرؤ احد على اتخاذه في الماضي لأنه غير شعبي، ربما بات يتقبّله المواطن اليوم الذي يتكبد مليون ليرة اشتراك مولد لكل5 امبير، وأصحاب المولدات يبشّرون بارتفاع الاسعار الشهر المقبل او اطفاء المولدات بسبب انقطاع المازوت وتدواله باسعار السوق السوداء؛ فكيف بالحري اليوم بعد اعلان ​مصرف لبنان​ الاخير عن رفع الدعم؟! هل ستعمد الحكومة المقبلة الى اصلاح هذا القطاع الذي كبّد الخزينة اللبنانية خسائر تجاوزت40مليار دولار دون طائل،وبقينا بدون كهرباء بسبب الخلافات السياسية والهدر والفساد والسمسرات؟.ام ان املنا الوحيد وصول الفيول العراقي الذي تأخّر وهناك شكوك حول اسباب التأخير من قبل الجانب اللبناني؟!.

مصدر واسع الاطّلاع على الملف رفض التسليم عبر”النشرة” بأنّالكهرباء صارت خارج الخدمة بقوله “يمكنها بوضعها الحالي تأمين نصف الاستهلاك المحلي”لكنّه لم ينكر أنّها تعاني من صعوبات كثيرة، في اعمال الصيانة التي تتطلب الاموال بالعملات الصعبة،وتأمين الفيول، خصوصا انها تتكل على سلفات الخزينه،مع وجود خلاف كبير على متابعة تمويلها بهذه الطريقة في ظلّ تناقص الاحتياطي الالزامي لدى مصرف لبنان ورفضه المساس بأموال المودعين، مع العلم ان كهرباء لبنان لا تؤمّن من الجباية الا ما نسبته نسبة 20% من التمويل، والكل يعلم ان تعرفتها زهيدة جدا مقارنة مع اسعار السوق الحاليّة،مع رفض لاقتراح رفع التعرفة في السابق مخافة تحمّل التبعات الاجتماعية لقرار من هذا النوع بحسب المصدر،لكن الثمن الذي يدفعه المواطن اليوم اعلى بكثير. ولفت المصدر الى أهمية قيام هيئة ناظمة مستقلة لإصلاح القطاع (قرار رقم 462) الّذي أُقِرّمن دون تنفيذه مع العلم انّه أول وأهم مطلب عند البنك الدولي والجهات المانحة، التي لن تدفع قرشا واحدا الا بعد السير بالاصلاحات.

بعد هذا العرض،هل هذا يعني ان وضع التغذية باقٍ على حاله؛ وأملنا الوحيد استبدال النفط العراقي ليصبح صالحًا للاستعمال في معامل انتاج الطاقة علّه يخفف بعض الاعباء المالية عن المواطن الللبناني، يبدو هذا هو الوضع بالفعل. تجدر الاشارة الى أن وزير الطاقة والمياه في الحكومة المستقيلة ريمون غجر كان اعلن مؤخرا ان وصول المحروقات من العراق لن يستغرق سوى اسابيع، لكن تبقى المناقصة التي سترسو على الشركة التي ستتولى تحويل الفيول الخام الى اخر صالح للاستخدام في معامل كهرباء لبنان!.

مصدرالنشرة - كوثر حنبوري
المادة السابقةباخرةُ غاز تدخل لبنان: متى يُوزَّع 5 آلاف طن في السوق؟
المقالة القادمةدول نفطية ناشئة ترفض القيود المناخية على التنقيب