هل يصلح العطّار ما أفسده «كارتيل» الدواء؟ | التداوي بالأعشاب… بـ «وصفة حكيم»

يُضرب الطب الحديث من «بيت أبيه»، مع لجوء أطباء إلى وصف أعشاب لمرضاهم العاجزين عن صرف «روشتات» طبية تتجاوز قيمتها رواتبهم. ريم، مثلاً، سألت الطبيب عن اسم عشبة تفيد في التخلص من السعال والحساسية على الرئتين، «بدل الدواء الذي وصفه لي ويتجاوز ثمنه الـ700 ألف ليرة». وبعد أن فكّر مطولاً، «وصف لي الكركم»!

بالتزامن مع تدهور القطاع الصحي، يرتفع الطلب على الأعشاب «الطبية». يقدّر العطار في بلدة الصرفند محمود خليفة نسبة الزيادة بـ 50%، عازياً ذلك إلى «عدم قدرة اللبنانيين على شراء الأدوية بعد أن فُقدت من الأسواق وشهدت أسعارها ارتفاعاً جنونياً». صحيح أن أسعار الأعشاب ارتفعت هي أيضاً، لكنها «تبقى أوفر بكثير. بثمن دواء واحد يمكن شراء خمسة أنواع من الأعشاب على الأقل. فكلفة العشبة تبدأ بعشرة آلاف ليرة، وتصل إلى 200 ألف حدّاً أقصى».

يضيف صاحب محل «دبوس» في منطقة كركول الدروز رامي ناجي سبباً آخر لارتفاع الطلب على الأعشاب «بنسبة لا تقل عن 40%»، وهو «تراجع ثقة اللبنانيين يوماً بعد يوم بفعالية الأدوية الكيميائية وخوفهم من ضررها المحتمل من جهة، وقدرة الطب البديل لا سيما الأعشاب على علاج ما يعجز عن علاجه الطب الحديث من جهة ثانية».

من جهته، ناجي، العطّار أباً عن جد عن والده الذي بدأ المصلحة منذ عام 1926، لا يصف الأعشاب لزبائنه، بل يكتفي ببيعهم ما يطلبونه. إذ «إنني لست طبيباً لأشخّص حالة المريض». لكن، كيف يعرف الزبون أي عشبة تناسب حالته المرضية؟ يجيب: «نحن في عصر الإنترنت ويمكن للجميع التعرّف إلى فوائد كل عشبة ومعرفة الأعشاب الكفيلة بعلاجهم». ويضيف: «اللبنانيون توارثوا طب الأعشاب عن جدودهم، فمن منا لم يسمع عن فوائد اليانسون والملّيسة في تهدئة الأعصاب والمساعدة على النوم».

مصدرجريدة الأخبار - زينب حمود
المادة السابقةالسيسي للمصريين: ولّى زمن الدعم
المقالة القادمةالأسواق تبدّل جلدها نحو الأرخص