هواوي تتحدى إنفيديا بإنتاج ضخم لأحدث رقائقها للذكاء الاصطناعي

تخطط شركة هواوي الصينية لبدء الإنتاج الضخم لأحدث رقائقها للذكاء اصطناعي لديها في الربع الأول من عام 2025، حتى مع كفاحها لإنتاج ما يكفي من الرقائق بسبب القيود الأميركية.

وكشف مصادر مطلعة لرويترز الخميس أن شركة الاتصالات ومصنعة معدات الجيل الخامس (5 جي) العملاقة أرسلت عينات من أكسيند 910 سي أحدث شريحة لديها إلى بعض شركات التكنولوجيا وبدأت في تلقي الطلبات. وأوضح أن المقصود من هذه الخطوة هو إثبات أن هواوي تنافس تلك التي تصنعها شركة صناعة الرقائق الأميركية للذكاء إنفيديا.

ويقدم معالج أكسيند 910 قدرات حوسبة قابلة للتطوير ومرنة ومناسبة لأحمال عمل الذكاء الاصطناعي المختلفة، وأرسى التركيز في الرقاقة على موازنة الطاقة مع كفاءة الطاقة الأساس للتطورات المستقبلية، مما أدى إلى تحسين معالج أكسيند 910 بي وأحدث معالج أكسيند 910 سي.

ويعد دخول هواوي إلى سوق شرائح الذكاء الاصطناعي هو جزء من إستراتيجية أوسع نطاقًا لإنشاء نظام بيئي يعتمد على نفسه لحلول الذكاء الاصطناعي.

وبدأت سلسلة أكسيند برقاقة أكسيند 310 المصممة لحوسبة الحافة ومعالج أكسيند 910 المخصص لمراكز البيانات عالية الأداء، الذي تم إطلاقه للمرة الأولى في عام 2019 وتم الاعتراف به باعتباره أقوى معالج ذكاء اصطناعي في العالم، حيث يوفر 256 تيرا فلوب من أداء أف.بي 16.

وتقع هواوي في قلب الاحتكاك بين الولايات المتحدة والصين بشأن التجارة. وفرضت واشنطن سلسلة من القيود على الشركة وشركات صينية أخرى، بحجة أن تقدمها التكنولوجي يشكل خطرا على الأمن القومي.

وتنفي الحكومة الصينية، التي تحاول جعل ثاني أكبر اقتصاد في العالم مكتفيا ذاتيا في أشباه الموصلات المتقدمة، مثل هذه الادعاءات. وأعاقت القيود قدرة هواوي على الحصول على العائد، نسبة الرقائق التي تخرج من خط التصنيع تعمل بكامل طاقتها، من رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة بما يكفي لتكون قابلة للتطبيق تجاريًا.

ويتم تصنيع سي 910 بواسطة شركة تصنيع الرقائق الصينية الرائدة أس.أم.آي.سي على عملية أن+2 الخاصة بها، لكن نقص معدات الطباعة الحجرية المتقدمة حد من عائد الشريحة إلى حوالي 20 في المئة، وفقًا لمصدر تم إطلاعه على النتائج.

وتحتاج الرقائق المتقدمة إلى عائدات تزيد عن 70 في المئة لتكون قابلة للتطبيق تجاريًا. وحتى معالج هواوي الأكثر تقدمًا حاليًا، بي 910 الذي تصنعه أس.أم.آي.سي، لديه عائد يبلغ حوالي 50 في المئة فقط.

وتشير المصادر المطلعة أن ذلك يجبر الشركة الصينية على خفض أهداف الإنتاج وتأخير تلبية الطلبات على هذه الشريحة. وأفادت رويترز في سبتمبر الماضي أن شركة بايت دانس، الشركة الأم الصينية لتيك توك، طلبت أكثر من 100 ألف شريحة أكسيند 910 بي هذا العام لكنها تلقت أقل من 30 ألف شريحة حتى يوليو، وهي وتيرة بطيئة للغاية لتلبية احتياجات الشركة.

وقالت مصادر إن “شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى التي طلبت من هواوي اشتكت من مشاكل مماثلة.” وتشمل القيود الأميركية منع الصين منذ عام 2020 من الحصول على تقنية الطباعة فوق البنفسجية الشديدة من شركة أي.أس.أم.أل الهولندية، والتي تستخدم في تصنيع أكثر المعالجات تطوراً في العالم.

وقال أحد المصادر “تدرك هواوي أنه لا يوجد حل قصير الأجل، نظرًا لعدم وجود نظام إي.يو.في.أس، لذلك ستعطي الأولوية للطلبات الإستراتيجية الحكومية وللشركات.”

كما أوقفت أي.أس.أم.أل شحن آلات الطباعة فوق البنفسجية العميقة الأكثر تقدمًا إلى الصين بسبب القواعد التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن العام الماضي. كما تم منع بعض المصانع من شراء النماذج الأقدم.

وتطالب شركة أس.أم.آس.سي الصينية بقسط يصل إلى 50 في المئة للرقائق المصنوعة على عقدها المتقدمة، والتي هي أقل تقدمًا من تلك الخاصة بشركة تصنيع الرقائق التايوانية العملاقة تي.أس.أم.سي، ويتم تصنيعها باستخدام النماذج الهولندية المحسنة.

واستكملت هواوي رقائق أس.أم.آس.سي المصنوعة بأخرى مصنوعة من قبل شركة تي.أس.أم.سي المنافسة، وفقا للمحللين والمصادر. وأخطرت الشركة التايوانية وزارة التجارة الأميركية قبل أسابيع أن إحدى رقائقها تم العثور عليها في عملية هواوي 910 بي.

ووضعت الولايات المتحدة هواوي على قائمة تجارية تتطلب من الموردين الحصول على تراخيص لشحن أي سلع أو تكنولوجيا لها. ومنذ ذلك الحين، فرضت واشنطن قيودًا صارمة. وعلاوة على ذلك أمرت تي.أس.أم.سي بوقف شحنات رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الزبائن الصينيين، في خطوة تستهدف تحويل الرقائق إلى هواوي.

وتخطط السلطات الأميركية لفرض ضوابط التصدير على صناعة أشباه الموصلات والتي من شأنها أن تقيد الشحنات للشركات الصينية بشكل أكبر. وجعل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي كان رئيسًا من عام 2017 إلى عام 2021 وسيعود إلى البيت الأبيض في يناير، سياسات التجارة الصارمة تجاه الصين جوهر أجندته الاقتصادية.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةإحكام مزارعي القمح قبضتهم على المخزونات يترك المطاحن حول العالم في أزمة
المقالة القادمةالصين تتأهب لاضطرابات تجارية مع تهديدات ترمب الجمركية