يستعد لبنان لاستقبال وفدين، دولي وأميركي، يتناولان أبرز الاستحقاقات التي يواجهها على جبهتي المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والجهود المبذولة لمتابعة ملف العقوبات الاميركية ومكافحة تبييض الاموال.
وعلمت «الجمهورية» من مراجع مالية ونقدية، انّ الوفد الاول من صندوق النقد الدولي سيصل مساء اليوم الى بيروت، وهو برئاسة السيد ايرنيستو راميريز ويضمّ عدداً من مساعديه المكلّفين مواكبة المفاوضات التي انطلقت بخفر بين لبنان وصندوق النقد قبل اسبوعين وتوقفت عند فقدان بعض الخطوات التي لم يتمكن لبنان من تحقيقها، ولا سيما منها خطة التعافي الاقتصادي والمالي التي تعثرت بعد طرح صيغة لم ترَ النور، واعتُبرت عملية جس النبض تجاه ما حملته من آلية لتوزيع الخسائر، كان يعتقد صاحبها انّه يمكن ان ينفد بها، على حدّ قول مصادر قريبة من اللجنة الوزارية المكلّفة هذه المهمّة.
وضمن سياق متصل، قالت اوساط مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ موافقة الحكومة المبدئية على خطة الكهرباء كانت ملحّة في هذا التوقيت، قبل اجتماع إدارة البنك الدولي في 3 آذار المقبل، موضحة انّ هذه الموافقة كانت مطلباً للبنك الدولي الذي اكّد انّ من شأنها ان تسهّل حسم مبدأ إقرار برنامج تمويلي للبنان، على أن تُستكمل التفاصيل من خلال المفاوضات اللاحقة.
على صعيد آخر، كشفت مراجع ديبلوماسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ وفداً من وزارة الخزانة الاميركية سيصل الى بيروت في الساعات المقبلة، برئاسة النائب الاول لمساعد وزير الخزانة الاميركية والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول اهرين ونائبه إريك ماير ومجموعة من التقنيين والمستشارين الماليين وفي شؤون الضرائب والجوانب القانونية والمالية.
واضافت المراجع عينها، انّ بول اهرين يواصل الجهود التي سبقه اليها المسؤول السابق الذي كان يشغل المهمّة نفسها في وزارة الخزانة السيد مارشال بيلينغسلي، الذي ساهم في اقتراح مجموعة من العقوبات التي فُرضت على مسؤولين لبنانيين منذ أربع سنوات، قبل ان يترك مهمته في نهاية ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي المعلومات، انّ الوفدين يتشاركان في زيارتيهما برنامجاً شبه موحّد، وسيجول كل منهما بفارق ساعات قليلة على المسؤولين اللبنانيين بدءاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبل ان يتفرّغ كل منهما الى مجموعة من الاجتماعات التي ستشمل وزير المال يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعدداً من الخبراء في شؤون المال وجمعية مصارف لبنان.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، انّ الوفد الاميركي يجول منذ ايام على بعض العواصم العربية، وكانت آخر زيارة لنائب مساعد وزير الخزانة ايريك ماير الى ليبيا من ضمن المهمّة التي تتابعها الوزارة لملاحقة أعمال تبييض الاموال لمصلحة مجموعات ارهابية في العالم ومكافحة التهرّب الضريبي، وسط جهود تُبذل لتوحيد المصرف المركزي الليبي على طريق توحيد السلطة الليبية ومؤسساتها.