“يا جبل ما يهزّك ريح”… دولار السوق السوداء إلى إنخفاض مؤقت؟!

إرتباك وتخبّط شَهدته الأسواق اللبنانية مع التأرجّح الكبير بدولار السوق السوداء ‏الذي سجّل إرتفاعاً غير مسبوق وأدّى لإنهيار تاريخي بقيمة الليرة اللبانية. ‏

هذا الأمر دَفع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى عقد إجتماع مالي في السراي، ‏تقرّر خلاله تدخّل مصرف لبنان للجم تدهور سعر صرف الليرة. ‏

وللإطّلاع على مدى فعاليّة تلك التدابير، إستطلع “ليبانون ديبايت” رأي الخبير ‏الإقتصادي لويس حبيقة الذي أكّد أنّ “هذه الاجراءات لا تحلّ المشكلة، إذ تتم ‏محاولة معالجة مشكلة الليرة بالقرارات النقدية”. ‏

وجدّد التأكّيد أنّ “المشكلة في لبنان سياسية، إدارية، إجتماعية، قرارات معيّنة، ‏غياب إجتماعات مجلس الوزراء”، منبّها الى أن “مصرف لبنان سيضخّ دولارات ‏في السوق على سعر صيرفة، وأعتقد أن البعض سيشتريها ليعود ويبيعها في السوق ‏السوداء”. ‏

وقال: “لا يُمكننا الطلب من مصرف لبنان حلّ مشكلة أكبر من موضوع نقدي، ‏وكأن شخص مصاب بمرض ويأخذ “حبة أسبرين” لا تنفع ولا تؤثر، بالتالي هذه ‏التدابير لا تحسّن وضع البلد وقد تعالج بشكل مؤقّت”. ‏

‏وعن الإنخفاض الطفيف الذي سجّله الدولار عقب تلك الإجراءات، إعتبر أنّ ‏‏”تراجع الدولار ألف ليرة لا يُعتدّ به وليس هو المطلوب، فنحن نحلم بأنْ يتراجع ‏‏10 آلاف ليرة لكي يتنفّس البلد قليلاً”.‏

أضاف: “المسألة هنا أنه يتم الضغط على مصرف لبنان ليحل المسألة، والمشكلة ‏ليست عنده، مصرف لبنان يخفّف من وطأة الأزمة ولا يمكنه حلّها إذا لم يجتمع ‏مجلس الوزراء، وعلمنا مؤخراً أن المفاوضات مع صندوق النقد ليست قريبة، ‏وكان من المُفترض أن نوقّع مذكرة التفاهم (‏M O U‏) مع الصندوق قبل آخر العام ‏الحالي، وبحسب المعلومات سيتم تأجيلها لِما قبل الإنتخابات، كل هذه الأمور تؤثّر ‏سلباً”. ‏

ورأى أن “وضعنا في لبنان كالمريض الذي لا يتلقّى العلاج فيتطوّر مرضه، فمن ‏الطبيعي أن يزيد وضعه سوءاً. كما أنّ الخطاب السياسي اليوم بات أعنف والأمور ‏أسوأ”، معتبراً أن “تدخّل مصرف لبنان قد يلجم إرتفاع الدولار قليلاً، ولكن لم تتم ‏المعالجة المطلوبة”. ‏

وختم حبيقة: “كأن هناك قلّة إدراك عن قصد أو غير قصد مِن قِبل السياسيين، ‏نراهم في عالم آخر غير مبالين “فالج ما تعالج.. ويا جبل ما يهزّك ريح””. ‏

مصدرليبانون ديبايت
المادة السابقةالمَخاوف جديّة… لا إنترنت في لبنان؟!
المقالة القادمةإجراءات ترقيعية للدولار المتفلّت…والقرار غامض