«أبل» تستعد للالتحاق متأخرة بسباق «ميتافيرس»

يُتوقع أن تكشف شركة «أبل» في يونيو (حزيران) المقبل النقاب عن خوذة للواقع «المختلط»، أي المعزز والافتراضي في آن واحد، وهي خطوة كانت متوقعة منذ سنوات، لكنها تأتي في وقت تراجعَت حماسة المستثمرين والمستهلكين لعالم «ميتافيرس» الافتراضي الموازي عما كانت عليه العام المنصرم.

وأعادت مقابلة مع رئيس المجموعة الأميركية العملاقة تيم كوك مع مجلة «جي كيو»، إطلاق الشائعة في هذا الشأن قبل أيام. ومن دون إعطاء معلومة ملموسة، أشاد كوك بمزايا الواقع المعزز الذي يتيح «إضافة عناصر من العالم الرقمي على العالم الحقيقي» من أجل «تحسين التواصل بين الناس والاتصال مع الآخرين». وأضاف أن «الأمر يتعلق بفكرة وجود هذه البيئة القابلة للتحسين أكثر من مجرد الاكتفاء بالعالم الرقمي».

ويتوقع مراقبون ومحللون كثر تقديم «أبل» خوذة للواقعين المعزز والافتراضي في يونيو خلال المؤتمر الذي تقيمه المجموعة الأميركية سنوياً للمطورين. وبحسب تكهنات دانيال آيفز من شركة «ويدبوش سيكيوريتيز»، فإن «أبل» ستطرح «نظارات» من هذا النوع بسعر يقرب من 2500 دولار. ومن شأن هذا الإطلاق -في حال حصل- أن يسمح لـ«أبل» بتعزيز منظومتها من المنتجات والخدمات، وفق المحلل.

ويقول آيفز لوكالة الصحافة الفرنسية: «ستكون هناك انتقادات، لكن لا نظن أن هذا القرار صائب استراتيجيا لأبل». وكان الخبراء يتوقعون طرح «أبل» خوذة من هذا النوع العام الماضي خلال مؤتمرها السنوي للمطورين. وكان تيم كوك أشار في نهاية يناير (كانون الثاني) 2022 إلى أنه يرى «إمكانات كثيرة» في المزج بين الواقعين الافتراضي والمعزز، كاشفا عن استثمارات مرتبطة بهذه الرؤية.

وفي تلك الفترة، كان يُروّج للميتافيرس على نطاق واسع بوصفه مستقبل الإنترنت، بعد الشبكة العنكبوتية والأجهزة المحمولة، بدفع خصوصاً من شبكة ميتا. غير أن جهود عمالقة التواصل الاجتماعي لم تفض بعد إلى اعتماد واسع لهذا المفهوم بما يتخطى عالم ألعاب الفيديو ذات المجالات الانغماسية، مع تقنيات واقع افتراضي أو من دونها.
وبيّنت دراسة نشرت نتائجها الثلاثاء شركة «بايبر ساندلر» أن 29 بالمائة من المراهقين الأميركيين يملكون خوذة واقع افتراضي (في مقابل 87% لديهم جهاز آيفون)، غير أن 14 بالمائة فقط يستخدمونها مرة واحدة أسبوعياً على الأقل، وهو رقم لم يلحظ أي تقدم منذ الخريف.

وكانت خوذ «كويست» المصنعة من شبكة ميتا تستحوذ على أكثر من 80 بالمائة من السوق نهاية 2022، بحسب شركة «كاونتربوينت». لكن على غرار شركات عملاقة أخرى كثيرة في قطاع التكنولوجيا تضررت بفعل الوضع الاقتصادي الإجمالي، اضطرت الشركة الأم لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» إلى الاستغناء عن آلاف الموظفين، في إجراءات طالت سهامها أيضاً قسم ميتافيرس.

وأعلنت «غوغل» الشهر الماضي وقف مبيعات نظارات الواقع المعزز «غوغل غلاس» التي لم تحقق أي نتائج تُذكر. واضطرت الشركتان المتنافستان إلى إعادة تركيز جهودهما على الذكاء الصناعي الذي يشهد طفرة كبرى منذ نجاح برنامج «تشات جي بي تي» المصنع من شركة «أوبن إيه آي» الممولة خصوصاً من «مايكروسوفت».

ويقول المحلل المستقل روب إندرله: «بعدما خسرت فيسبوك هذا الكمّ من المال في هذا المجال، يبدو مستغرباً إطلاق خوذة جديدة للمستهلكين»، لكن «قد يكون القطار موجودا على السكة ومن الصعب وقفه».

وصرّح تيم كوك في مقابلته مع «جي كيو»، «في كل ما فعلناه، كنا نواجه الكثير من التشكيك باستمرار». وأشار إلى أن «أبل» ترغب في «التحكم بالتكنولوجيا الأساسية» أياً كان المنتج، موضحاً أن «تجميع قطع لتكنولوجيا جهات أخرى لا يهمنا».

وستحاول «أبل» طرح نسختها الخاصة وحمل الجهات الأخرى على اللحاق بها، بحسب تكهنات كارولينا ميلانيزي من شركة «كرييتيف ستراتيجيز». وتشير المحللة إلى أن «ميتا» ترغب في تطوير شكل انغماسي من «فيسبوك»، مع نموذج اقتصادي يستند إلى الإعلانات، فيما تبيع «أبل» أجهزة فاخرة وعالماً من الخدمات المطورة على قياس المستخدمين، من الترفيه إلى المدفوعات. وتتوقع ميلانيزي أن تطرح «أبل» على سبيل المثال نسخاً بالواقع المعزز من أفلام أو حفلات عن طريق تطبيقات البث التدفقي.

 

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةالبنك الدولي يحذر من خروج تداعيات ارتفاع الأسعار في المنطقة عن السيطرة
المقالة القادمةمخاوف الركود تضرب معنويات الأسواق