أجيال وعهود وحكومات تتعاقب، والعجز التجاري للبنان “سمة ثابتة وصامدة”… الصناعة اللبنانية قادرة على ردم هوة الـ 5190 مليون دولار في ميزانه التجاري، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود

يبدو أن الهوة في عجز ميزان التبادل التجاري اللبناني مع عدد كبير من دول العالم خاصة مع بعض الدول التي تم تصنيفها بالدول الشقيقة والصديقة للبنان، أصبحت سمة هذا التبادل ووحشًا ينهش الاقتصاد اللبناني ويدمر احتياطه المالي ويغرق أسواقه المحلية ببضائع الدول “الصديقة” ويشد الخناق على تسويق إنتاجه الصناعي والزراعي إن في الأسواق الداخلية أو الأسواق الخارجية.

هذا وقد أشارت إحصاءات دليل الصادرات والمؤسسات الصناعية اللبنانية إلى أن الميزان التجاري للبنان مع مختلف دول العالم سجل عجزًا بقيمة 10.570 عشرة مليار وخمسماية وسبعين مليون دولار حيث بلغ مجموع ما استورده لبنان حتى آخر شهر آب 2025  (12.936) اثنا عشر مليار دولار وتسعماية وستة وثلاثون مليون دولار مقابل تصدير بلغ (2.366) ملياران وثلاثماية وست وستون مليون دولار أي بعجز إجمالي للفترة المذكورة بلغ 10.570  عشرة مليار دولار وخمسماية وسبعون مليون دولار بينها 5.190 خمس مليارات ومائة وتسعون مليون دولار قيمة سلع تنتج الصناعة اللبنانية مثيلًا لها وقادرة على سد حاجة السوق وتتمتع هذه السلع اللبنانية بأعلى المواصفات العالمية.

وقد بلغ عدد هذه السلع الإغراقية 1021 سلعة أما السلع التي صدرها لبنان حتى آخر شهر آب سنة 2025 فقد بلغ عددها 1287 سلعة بقيمة 1.924 مليار وتسعماية وتسعة وعشرون مليون دولار.

أما على صعيد التبادل مع الأسواق العربية فقد سجل الميزان التجاري عجزًا مع 11 دولة عربية في مقدمها مصر حيث بلغ العجز معها في الفترة المذكورة 759.449 مليون دولار، يليها السعودية بعجز قدره 675 مليون دولار ثم الإمارات بعجز قدره 507.109 مليون دولار.

أما الدول العربية التي حقق معها لبنان ربحًا في تبادله التجاري معها لنفس الفترة أي آخر آب 2025 فكان العراق في المرتبة الأولى حيث بلغت قيمة هذا الربح 90.266 مليون دولار تليه سورية 32.994 مليون دولار ثم الكويت بقيمة 16.756 مليون دولار وبعدها قطر بقيمة 10.367 مليون دولار.

التبادل مع الاتحاد الأوروبي

 كما أوردت إحصاءات دليل الصادرات والمؤسسات الصناعية اللبنانية وبحسب أرقام الجمارك اللبنانية أن التبادل التجاري مع دول الاتحاد الأوروبي والبالغ عددها 29 دولة سجل عجزًا بقيمة 3.770 ثلاثة مليارا وسبعماية وسبعون مليون دولار إذ بلغت قيمة البضائع المستوردة إلى لبنان 4.065 أربع مليارات وخمسة وستون مليون دولار مقابل 294.664 مائتان وأربعة وتسعون مليون وستماية وأربعة وستون دولار.

أما التبادل التجاري للبنان مع جميع دول العالم والبالغ 12.936 إثنا عشر مليار وتسعماية وستة وثلاثون مليون دولار بما فيها الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي، فقد سجل عجزًا مع 139 دولة تتقدمها الصين بقيمة 1.490 مليار وأربعماية وتسعون مليون دولار تليها اليونان بقيمة 1.008 مليار وثمانية ملايين دولارثم تركيا بقيمة 773.316 سبعماية وثلاثة وسبعون مليون دولار ثم مصر وإيطاليا وألمانيا وغيرها.

أما الدول العالمية التي حقق معها لبنان ربحًا تجاريًّا في تبادله التجاري لتلك الفترة فقد بلغ عدد 69 دولة أبرزها عربيًّا العراق ثم سوريا والكويت وقطر، وعالميًّا ساحل العاج وغينيا وغانا والغابون.

ويؤكد هذا الواقع الغياب الكلي للدولة اللبنانية من خلال الوزارات والجهات المعنية منذ عشرات السنين عدم الإقدام على أي خطوة ترسم طريقًا لخلاص لبنان من هذه الأزمة التي لا تتطلب سوى خطوات غير مكلفة يمكن للبنان اللجوء إليها دون أي إحراج وذلك بتطبيق الاتفاقات التجارية المعقودة بين لبنان ودول أخرى أبرزها اتفاق تيسير التجارة البينية مع الدول العربية والاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي حيث تعطي هذه الاتفاقات موضوع الحق للبنان في اتخاذ تدابير لفرض رسوم نوعية على استيراد السلع التي ينتجها لبنان وخاصة المادة 15 من اتفاق تيسير التجارة العربية.

فإلى متى التغاضي والاستمرار في استنزاف لبنان اقتصاديًّا؟

للاطلاع على جدول التبادل التجاري بين لبنان والاتحاد الاوروبي لغاية اخر اب 2025، يرجى الضغط أدناه:

التبادل التجاري بين لبنان والاتحاد الاوروبي لغاية اخر اب 2025

للاطلاع على جدول التبادل التجاري بين لبنان والدول العربي، يرجى الضغط على ادناه:

التبادل التجاري بين لبنان والدول العربي-ربح

للاطلاع على جدول التبادل التجاري بين لبنان والدول العربي-عجز، يرجى الضغط أدناه:

التبادل التجاري بين لبنان والدول العربي-عجز

 

المادة السابقةبمشاركة 173 دولة… الرياض تستضيف “القمة العالمية للصناعة”
المقالة القادمةتهريب الترسيم مع قبرص على عين الدستور والنواب!