أزمة الرغيف… “أين المفرّ”؟

لامس الدولار أمس عتبة الـ4600 ليرة في السوق السوداء بشكل باغت الكثيرين من دون أن يملك المعنيون أجوبة واضحة عن مسببات هذا الارتفاع. وإلى الدولار، تفاقمت خلال الساعات الأخيرة أزمة انقطاع المازوت بفعل التهريب المتواصل عبر المعابر غير الشرعية إلى سوريا، بالتزامن مع إنذار صريح من قطاع الأفران بأزمة خبز وشيكة في البلاد.

قصة الرغيف باتت في الواقع أكثر تعقيداً من قصة “ابريق الزيت” من ناحية ترداد التلويح بانقطاع الخبز تكراراً ومراراً، فالمصادر المعنية بهذا القطاع تؤكد لـ”نداء الوطن” أنّ الأفران ومعها المخابز لم تعد قادرة على تأمين الخبز ولا مفرّ من تفاقم الأزمة، خصوصاً في ظل غلاء سعر صفيحة المازوت من جهة، وسياسة ضبط الأسعار في اقتصاد موجّه يفتقر الى الدولارات الضرورية التي يحتاجها أصحاب المطاحن من جهة ثانية، وكلّ ذلك أدى إلى هروب الأفران باتجاه تخفيف وزن ربطة الخبز عما كانت عليه سابقاً. وكنتيجة للنزيف الحاصل في مخزون الدولارات، والذي تعود أسبابه الى سياسة الدعم، لم يعد للبنان موارد كافية للمحافظة على ضبط السوق والأسعار، فدولارات البنك المركزي جفّت وميزان مدفوعاته اختنق. وفي هذا الاطار تشير الأرقام إلى انّ السلع المدعومة استهلكت خلال الشهرين الأخيرين نحو مليار دولار، ما يعني عملياً أنّ مصرف لبنان لم يعد بحوزته سوى مليارَي دولار، قابلة عملياً للاستخدام في عملية دعم المواد الأولية ومن بينها مادة الطحين، علماً أنّ مصرف لبنان عالج قضية القمح فقط عندما اندلعت أزمتها قبل مدة، بينما ترك بقية المواد التي تتضمنها صناعة الطحين دون المعالجات المطلوبة.

مصدرنداء الوطن
المادة السابقةالإرتفاع المفاجئ لسعر الدولار: ضغط من سلامة لأجل تعيين البعاصيري؟
المقالة القادمةهذا ما طلبه مصرف لبنان من الصرافين بشأن الدولار