بعد أزمة شح مادة البنزين التي شلت البلاد، تتفاقم أزمة شح مادة المازوت التي باتت تهدد جميع القطاعات الحيوية في البلاد، مع تعذر مؤسسة كهرباء لبنان على تأمين الكهرباء ولو حتى بصورة جزئية.
عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس يؤكد في حديث لـ”سبوتنيك” أن “المشكلة الموجودة في لبنان سببها نقص الدولارات في احتياطي مصرف لبنان لاستيراد المحروقات، لأن المحروقات مدعومة من قبل الدولة، والشركات المستوردة لتستورد بحاجة إلى اعتمادات من مصرف لبنان، الذي بدوره لم يعد لديه دولارات، لذلك يتأخر فتح الاعتمادات ليعطي الأذونات للبواخر لتفرغ بضاعتها، وكمية الاستيراد ليست كما يصرف في السوق المحلي”.
وأوضح: “لا يوجد حل إلا برفع الدعم نهائياً ليصبح الاستيراد حر، لأنه لا يمكن الاستمرار بسياسة الدعم وليس لديهم احتياطي بالدولار لصرفه على الدعم، وهذا سيؤدي إلى انعكاسات سلبية على سعر صفيحة البنزين والمازوت التي سترتفع إلى ال400 ألف ليرة لبنانية، وبنفس الوقت سيؤثر على سعر صرف الدولار الذي سيرتفع أيضاً ما يؤدي إلى ارتدادات سلبية على كل حياة المواطن”، لافتاً إلى أنه على الدولة إعطاء شيء بالمقابل وتم الحديث عن بطاقة تمويلية إلا أن هذا القرار يجب أن تأخذه الحكومة التي لم تأخذ أي إجراء بهذا الملف.
كذلك شدد البراكس على أن “المازوت أزمته أكبر من البنزين، لأن المازوت له نفس مشاكل البنزين التي لها علاقة بالدولار والاستيراد، إضافة لذلك لديه مشكلة أن كهرباء لبنان تقنن حوالي العشرين والاثنين وعشرين ساعة باليوم وهذا الأمر ضاعف حاجات المواطن للمازوت، المولدات التي تحل مكان كهرباء لبنان أصبحت بحاجة إلى كمية أكبر من المازوت والمستشفيات أيضاً زادت حاجتها للمازوت والمتاجر والمدارس والشركات كلها أصبحت بحاجة إلى أضعاف حاجاتها للمازوت”.
بدوره، يقول هادي وهو صاحب مولد كهربائي لـ”سبوتنيك”: إن “معاناة مشكلة تأمين المازوت بدأت منذ عام تقريباً، وكل فترة لدينا مشكلة بفتح الاعتمادات، والمطلوب منا كأصحاب مولدات معدل 50 ألف طن في النهار لكل المولدات، وهذا القطاع يغذي 80% من كهرباء لبنان، لأن الكهرباء تقطع حوالي 23 ساعة وأحياناً تسحب إلى 24 ساعة ومن الممكن أن تغيب ثلاثين ساعة أو أكثر”.
وأضاف: “يوجد مشكلة، السوق السوداء منتشرة، الشركات الأم تقول إنه ليس لديها اعتمادات، المصافي مقفلة، والذي لديه مازوت في السوق يرفع سعرها وعندما يتعطش السوق أكثر يرفع سعرها أكثر، مثلاً اليوم ثمن صفيحة المازوت 220 ألف ليرة لبنانية، فهل يحمل المواطن اللبناني 5 أومبير بمليوني ليرة لبنانية؟ “.
وتابع قائلاً: “المشكلة هي بالدولار، لأن معظم المولدات الكهربائية استهلاكها بالدولار ومصاريفها بالدولار، وهذا يؤدي إلى تضخم وعجز، وأعتقد أن هذا القطاع لن يستمر لنهاية هذا الشهر، 80% من أصحاب المولدات الكهربائية غير قادرين على تحمل شراء مازوت في السوق السوداء، وبالنهاية الدولة تسعر ال 5 أومبير على أساس السعر الرسمي ولا تحسب كيف نشتري في السوق السوداء، وهنا مشكلة أيضاً في ظل غياب كامل للمسؤولين في البلد ولكل شخص معني بهذا الملف”، معتبراً أن الدولة وضعت المواطن بمواجهة مع المواطن على جميع القطاعات وسحبت يدها من الموضوع.
وطالب هادي بتأمين مادة المازوت لكي يستطيع أن يسعر حسب المازوت الذي يستلمه بمعدل 14 ساعة في اليوم، مضيفاً: “لا يمكن أن أغطي 24 ساعة لأن المولدات لا تتحمل، وهنا المشكلة أيضاً أن مولداتنا سعرها بالدولار، كل دوران ساعة نستهلك الموتور، فهل مردودي بالدولار؟ بالطبع لا، واليوم تعرض علينا صفيحة المازوت بالفريش دولار وليس باللبناني وهنا من يستطيع التحكم بهذا الموضوع؟”.
الأفران في لبنان باتت مهددة بالتوقف عن العمل بسبب شح مادة المازوت، ودعا اتحاد المخابز والأفران في بيان، إلى تأمين المازوت للأفران قبل الاثنين، لأن الاحتياطي المخزن لدى العديد من الأفران والمخابز، شارف على الانتهاء، ولن تتمكن الأسبوع المقبل من الإنتاج وستضطر للتوقف. كذلك الأمر بالنسبة إلى الفنادق والمطاعم والمقاهي والمستشفيات وباقي القطاعات التي باتت المهددة بالإقفال أو التوقف عن العمل في حال استمرت أزمة المحروقات في البلاد.