يستمر سعر صرف الدولار مقابل الليرة بالتخبط ولكن ضمن سقوفه العالية مسجلاً أرقاماً غير مسبوقة في تاريخ لبنان، الأمر الذي يراكم من الهموم المالية الإقتصادية والإجتماعية لدى اللبنانيين الذي باتوا في وضع لا يحسدون عليه بسبب إنهيار القدرة الشرائية لديهم، من دون وجود أي كابح لهذا الإنهيار الكبير.
وفي هذا السياق رأت أوساط إقتصادية متابعة أن “هناك عدة أسباب لانهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار, الأول هو عدم الإستقرار المالي التي تشهده البلاد, ,بدءاً بالدعاوى ضد المصارف وردات الفعل لديها عبر الإضراب, وصولاً إلى الإشاعات التي تصدر حول المصرف المركزي”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال الأوساط: “هذه الأمور تؤدي إلى عدم إستقرار, وبالتالي الجميع يلجأ إلى التخلّص من الليرة اللبنانية والإختباء خلف الدولار”.
وأضافت، “عدم الإستقرار مرتبط بالوضع العام, ولأن الوضع سيء رأينا إرتفاع جنوني في الأسبوعين الأخيرين, وهذا الإرتفاع سببه الأساسي هو عملية ضخ السيولة التي يقوم بها المصرف المركزي لتمويل النفقات العامة, وسحوبات اللبنانيين من المصارف”.
وتابعت الأوساط، “بما أن الحكومة اللبنانية تقاعست عن وضع إصلاحات في القطاع العام, وفي أن توازن موازنتها, فهي تعتمد على السيولة التي يؤمنها المركزي لها لتمويل نفقاتها بدلاً من الإصلاحات”.
وأردفت, “بما أن القطاع العام لم يستطع إعادة أموالهم للمصارف بالدولار, يلجأ المصرف المركزي لتزويد المصارف بالسيولة بدلاً من الدولار لسحب الودائع بالليرة اللبنانية”.
وشدّدت على أن “هذا الضخ من الليرة يؤدي حتماً إلى إرتفاع الدولار في السوق السوداء, وسبب الطلب المرتفع على الدولار عند الصيارفة هو أن المواطنين الذين بحوزتهم الكثير من الليرة يشترون بها الدولار”.
وختمت الأوساط بالقول، “لو أن المركزي لم يضخّ كمية كبيرة من الليرة في التداول لما كان هناك طلب مرتفع على الدولار وعندها لما كان سعر الصرف يكون أقل بكثير”.