ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة امس الأربعاء، لأعلى مستوى منذ 4 أشهر؛ إذ بدد تراجع المعروض، تأثير المخاوف بشأن تباطؤ الطلب من الصين أكبر مستورد للخام في العالم، وتقرير أظهر زيادة مخزونات الخام الأميركية.
وتخطى برنت 87 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وسجل حتى الساعة 15:58 بتوقيت غرينتش 87.08 دولار للبرميل بارتفاع نسبته 1.10 في المائة، بعد أن بلغ مستوى 87.63 دولار في وقت سابق من الجلسة.
كما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.11 في المائة إلى 83.85 دولار للبرميل، بعد أن سجل 84.64 دولار للبرميل خلال الجلسة.
وشهدت جلسة الأربعاء صراعاً بين الصعود والهبوط، غير أن التداولات ركزت على تراجع المعروض، نتيجة تخفيضات الإنتاج من جانب السعودية وروسيا، والذي غطى على مخاوف تراجع الطلب نتيجة بيانات صينية ضعيفة.
وحقق النفط الخام مكاسب للأسبوع السادس على التوالي، الأسبوع الماضي، وبلغ أعلى مستوياته منذ منتصف أبريل يوم الاثنين، مدعوماً بتراجع إمدادات «أوبك بلس» وآمال بأن يعزز التحفيز تعافي الطلب على النفط في الصين.
وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن مجلس الوزراء السعودي أكد، الثلاثاء، دعمه للتدابير الاحترازية التي تتخذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم «أوبك بلس»، لتحقيق الاستقرار في السوق.
وجاءت بعض الضغوط النزولية من بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، خلافاً لتوقعات المحللين، والتي أفادت بارتفاع مخزونات الخام الأميركية بنحو 5.9 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 4 أغسطس (آب)، ليصل الإجمالي إلى 445.6 مليون برميل.
كانت المخزونات قد سجّلت أكبر هبوط لها في تاريخها خلال الأسبوع السابق، بينما تراجعت مخزونات البنزين والمقطرات.
كان تقرير شهري لإدارة معلومات الطاقة الأميركية قد توقع مساء الثلاثاء، ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة 1.9 في المائة في 2023 بدلاً من 1.5 في المائة، كما ورد سابقاً. وذكر تقرير الإدارة أن من المتوقع أن يصل سعر البرميل إلى 86 دولاراً في النصف الثاني من 2023، بارتفاع نحو 7 دولارات عن التوقعات السابقة.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن أسعار النفط الخام آخذة في الارتفاع منذ يونيو (حزيران) لأسباب على رأسها تمديد السعودية التخفيضات الطوعية لإنتاجها من الخام وزيادة الطلب العالمي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة: «نتوقع أن تستمر هذه العوامل في تقليص مخزونات النفط العالمية وتشكل ضغوطاً صعودية على أسعار النفط في الأشهر المقبلة».
وتقلصت واردات الصين إجمالاً 12.4 في المائة في يوليو (تموز)، في انخفاض حاد عن التوقعات بتراجعها 5 في المائة، بينما تقلصت الصادرات 14.5 في المائة، رغم توقع المحللين نزولها 12.5 في المائة.
دعمت هذه التوقعات صعود أسعار النفط، بجانب تحذيرات شركة «إيون» الألمانية من عودة أسعار الطاقة في أوروبا إلى الارتفاع.