ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة امس الاثنين، واقتربت من 90 دولاراً للبرميل، بدعم من توقعات بأن يبقي المنتجون الرئيسيون على القيود المفروضة على الإمدادات، فضلاً عن ازدياد الآمال بأن يترك مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة دون تغيير لتجنّب تباطؤ اقتصادي.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 0.3 في المائة بحلول الساعة 14:50 بتوقيت غرينتش إلى 88.83 دولار للبرميل، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) 0.5 في المائة إلى 85.90 دولار للبرميل.
ويأتي الارتفاع الطفيف في التعاملات بعد أن أنهى العقدان الأسبوع الماضي عند أعلى مستوياتهما في أكثر من نصف عام، بعد تراجعهما في الأسبوعين السابقين.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، يوم الخميس، إن روسيا اتفقت مع الشركاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على معايير لمواصلة خفض الصادرات. ومن المتوقع صدور إعلان رسمي بتفاصيل التخفيضات المزمعة هذا الأسبوع.
وأعلنت روسيا بالفعل أنها ستخفض صادراتها بواقع 300 ألف برميل يومياً في سبتمبر (أيلول) بعد خفض قدره 500 ألف برميل يومياً في أغسطس (آب). ومن المتوقع أيضاً أن تمدد السعودية خفضاً طوعياً بمليون برميل يومياً حتى أكتوبر.
واكتسب نمو الوظائف زخماً في الولايات المتحدة في أغسطس، إلا أن معدل البطالة ارتفع إلى 3.8 في المائة وتباطأت زيادة الأجور مما يعكس تراجع قوة سوق العمل ويعزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي لن يرفع الفائدة هذا الشهر.
في الأثناء، قال راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لشركة «فيتول»، أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، يوم الاثنين، إن إمدادات النفط العالمية من المتوقع أن تتحسّن خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة بسبب صيانة المصافي، لكن إمدادات الخام عالي الكبريت ستظل منخفضة.
وأضاف هاردي، خلال مؤتمر «أبيك»، أن الاقتصادات المنتجة للخام عالي الكبريت ستظل في وضع أفضل من الاقتصادات المنتجة للخام منخفض الكبريت بفضل التخفيضات التي تطبّقها مجموعة «أوبك بلس» وعدم وجود كميات كافية من الخام عالي الكبريت لتداولها.
وتابع: «بفضل تخفيضات (أوبك بلس) لا توجد إمدادات كافية (من الخام عالي الكبريت) لكل هذه المصافي في الهند والكويت وجازان وعمان والصين». وأضاف: «يريدون جميعاً شراء نفط عالي الكبريت، لكنه ليس من إمدادات الغرب وإنما يأتي بشكل أساسي من الخليج العربي. يوجد الكثير من العملاء لكن لا توجد مواد كافية».
وقال هاردي أيضاً إن أسعار خام برنت ظلت «مستقرة» وتراوحت بين 72 و88 دولاراً للبرميل لنحو عام، مضيفاً أن تقلب الأسعار يأتي من سوق المنتجات وليس الخام.
وتابع: «التقلّب يأتي من المنتجات لأن الطاقة الإنتاجية للتكرير محدودة للغاية. أغلقت الكثير من المصافي خلال جائحة (كوفيد) والغرب لا يملك القدرة على تصنيع المنتجات التي يحتاج إليها، بينما تتجه الصادرات الروسية إلى آسيا الآن».