تتعافى مدينة صور أقتصادياً، تشهد فورة في حركتها التجارية، وجاء مهرجان التسوق الذي أطلقته جمعية تجارها، ليعزز حراكها الاقتصادي والتجاري.
لم تهدأ المدينة خلال فترة الصيف، كانت تنتقل من مهرجان إلى اخر، ومن حراك سياحي إلى اخر، بدت وكأنها على كوكب اخر بعيد من أزمات لبنان، قدّمت نموذجاً عن المدينة التي لا تنكسر.
مما لا شك فيه أن الازمة المعيشية الراهنة تركت أثارها على أسواقها التجارية، عدد لا بأس به من محالها أقفل بفعل الأزمة، لم يستطع الصمود، غير أن ذلك لم يمنع تعافيها، أعادت رسم خريطتها الاقتصادية من جديد، وبرز ذلك عبر هجمة السيّاح أليها، وعبر حراكها السياحي الذي انعش أسواقها.
ترفض صور أن توقف تقدمها السياحي لهذا العام، أطلقت مهرجانها التسوقي لتحفيز الزوار نحوها، وهو يعزز السياحة الاقتصادية هذه المرة، لا يتردد عضو جمعية التجار في المدينة علوان شرف الدين عن القول أن صور باتت وجهة سياحية اقتصادية للمقيم والمغترب والسائح الأجنبي.
هذا الثالوث تَبَعاً لـِ علون أنعش اقتصاد المدينة، ودفعها نحو التعافي برز ذلك من خلال الأرقام التي حققتها حركة التجارية والاقتصادية هذا الصيف.
بحيث يشير علوان إلى أن نسبة التعافي وصلت إلى ٦٠ في المئة، وهي نسبة مهمة، مقارنة في الوضع الأقتصادي المهزوز في البلد. يشكل مهرجان التسوق اليوم بوابة اقتصادية لتجار المدينة، يتنافس اصحاب المحال على الحسومات.
فالكل وضع حسومات فاقت الـ٥٠ في المئة، وهذا يدفع نحو تعزيز السياحة الاقتصادية الداخلية على ما يقول علوان الذي يبدو مرتاحاً لما تحققه المدينة من نجاحات اقتصادية وسياحية وثقافية.
بالطبع الغاية من مهرجان التسوق تحريك عجلة السوق، ويعد سوق صور من انشط الأسواق الداخلية، على عكس اسواق النبطية وطرابلس وعكار وغيرها، اسهم حضور المدينة السياحي في هذا الأمر، بل يذهب علوان ابعد من ذلك ليقول الموسم السياحية حتى الاقتصادي كان أكثر من جيد، إلى حد لم تشعر المدينة بعمق الأزمات، بل دفعها نحو استعادة مكانتها التجارية، وأستقرارها الاقتصادي.
يؤكد علوان أن ما حققته صور لا بأس به، وبالطبع كان للمال الأغترابي دوراً فاعلاً، نسبة كبير من ابناءها في الأغتراب، وادى تحويل الاموال نحو أهاليهم في انعاش الموسم كله، ووفقاً لعلوان فأن صور بدأت اولى خطوات التعافي، على أمل ان تعود إلى سابق عهدها في القريب العاجل.
تعج المدينة بالوافدين اليها نهاراً وليلاً، تكاد لا تنام المدينة، بل يجزم كثر على أن حياة صور مختلفة، إلى حد تعالت على ازمات البلد بالحد الأدنى، وفيما يغرق تجار المدن الأخرى بالازمات وتعبو صرخاتهم من حالة الركود، دخل تجار صور مرحلة تحقيق هامش ربح ولو محدود على ما يقول علوان، فالارقام التي حققناها كتجار دفعت نحو مزيد من الصمود ومهرجان التسوق سينعش الحركة أكثر، فالنهوض برأيه يحتاج خطة وثقة وتحدي، وهذا ما نجحت به صور بكل مؤسساتها.
فرضت صور مدينة الحرف نفسها على الخارطة الاقتصادية من جديد، بعدما نجحت في حضورها السياحي، وجذبت اليها السياح من مختلف المناطق اللبنانية والعربية. بانتظار تعافي لبنان من علته.