أكبر خسائر أسبوعية للنفط وأسواق المال منذ 2008

التقطت مؤشرات النفط والدولار الأميركي والأسهم بعض أنفاسها مع بداية معاملات اليوم، الجمعة، بعد تدهور كبير على مدى أيام، ولا سيما أمس الخميس، بفعل التأثيرات الدراماتيكية لتفشي فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، إلا أن أسواق المال عموماً مُنيت بخسائر أسبوعية هي الأكبر منذ الأزمة المالية عام 2008.

وتتجه أسعار النفط لتسجيل أسوأ انخفاض أسبوعي منذ الأزمة المالية في عام 2008، على الرغم من أنها ارتفعت 3%، قبل ظهر اليوم الجمعة، في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون تبدد الطلب بفعل تفشي فيروس كورونا وزيادة في الإنتاج من جانب منتجين كبار.

وارتفع خام برنت ثلاثة بالمئة تقريباً نحو 34 دولارا للبرميل بعدما نزل ما يزيد عن 7% أمس، الخميس. وفي الأسبوع، يتجه برنت للانخفاض بنحو 25%، وهو أكبر تراجع أسبوعي منذ ديسمبر/كانون الأول 2008، حين هبط نحو 26%.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3% تقريبا إلى 33 دولاراً للبرميل بعدما هبط ما يزيد عن دولار في الجلسة السابقة. ويمضي خام غرب تكساس صوب الانخفاض بما يزيد عن 25% منذ بداية الأسبوع، وهو أيضا أكبر تراجع منذ ذروة الأزمة المالية.

تحذير من فائض نفطي قياسي

في سياق الحرب النفطية الدائرة بين السعودية وروسيا، حذر “غولدمان ساكس” من أن سوق النفط قد يشهد فائضا قياسيا بنحو 6 ملايين برميل يوميا بحلول إبريل/نيسان، مع الأخذ في الحسبان الارتفاع الأكبر من المتوقع في الإنتاج منخفض الكلفة، بينما يتسم انخفاض الطلب الناجم عن تفشي فيروس كورونا بأنه “واسع على نحو متزايد”.

وقال في مذكرة صادرة أمس، الخميس، وكُشف عنها اليوم الجمعة، إن “رد فعل المنتجين مرتفعي الكلفة عند توقعنا لأن يسجل خام برنت في الربع الثاني من 2020 سعر 30 دولارا للبرميل لن يكون كافيا بشكل سريع لتبديد أثر الزيادة الكبيرة القياسية في المخزون التي ستحدث في الأشهر المقبلة”.

وأضاف محللو البنك أن حدوث قفزة في المخزونات ربما يجبر أيضا بعض المنتجين مرتفعي الكلفة على وقف الإنتاج، إذ إن الأوضاع اللوجيستية للتخزين ربما تتعرض لضغوط.

وبينما جرى إلغاء جميع القيود على الإنتاج بسبب انهيار اتفاق أوبك+، وهو ما حفز الرياض والإمارات على القول إنهما ستعززان الإنتاج إلى مستويات قياسية، تعهد المنتجان الكبيران أيضا بزيادة الطاقة الإنتاجية، ما يشير إلى استراتيجية أطول أجلا لانتزاع حصة سوقية من الشركات الأميركية ومنتجين آخرين.

وقدر البنك خسائر الطلب بسبب تفشي فيروس كورونا السريع الانتشار عند نحو 4.5 ملايين برميل يوميا، بيد أنه أشار إلى بعض المؤشرات على تحسن الطلب الصيني على النفط.

الأسهم تتعافى نسبياً

إلى ذلك، عاودت أسواق الأسهم الأوروبية الارتفاع، اليوم الجمعة، عن أسوأ يوم لها على الإطلاق، إذ ساعدت إشارات بحزمة تحفيز أميركية في تهدئة المخاوف بشأن صدمة اقتصادية بسبب تحول فيروس كورونا إلى وباء.

وبحلول الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش، صعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 4% بعدما هوى 12%، أمس الخميس، بفعل تصاعد المخاوف بشأن أزمة سيولة بعدما قرر البنك المركزي الأوروبي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.

وسبق ذلك في طوكيو، أن نزل المؤشر نيكاي الياباني لأدنى مستوى في ما يزيد عن 3 سنوات، اليوم، في الوقت الذي تخارج فيه المستثمرون من الأسهم والصناديق العقارية بفعل مخاوف من أن تفشي فيروس كورونا سيؤدي إلى ركود عالمي وربما يوقف أيضا دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في طوكيو.

وخسر المؤشر نيكي 6.08%، وهو أكبر انخفاض يومي منذ 2013، إلى 17431.05 نقطة، وهو مستوى متدن سجله المؤشر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016. وعلى مدى الأسبوع، تراجع المؤشر 15.99%، ليسجل ثاني أسوأ أداء أسبوعي على الإطلاق بعد انخفاض 24.33% في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2008.

العملات

وفي سوق العملات، ارتفع الدولار، اليوم الجمعة، في الوقت الذي تدافع فيه المستثمرون على أكثر عملات العالم سيولة في ظل تنامي حالة الذعر حيال فيروس كورونا، بينما تكبد اليورو خسائر بعد إحجام البنك المركزي الأوروبي عن خفض أسعار الفائدة، وهو ما تسبب في خيبة أمل.

وكشف المركزي الأوروبي، أمس الخميس، عن حزمة تحفيز ستنطوي على تقديم قروض للبنوك بأسعار فائدة منخفضة عند -0.75% وزيادة مشتريات السندات. وتحرك مجلس الاحتياطي الاتحادي لتقديم سيولة قصيرة الأجل بواقع 1.5 تريليون دولار وغير آجال أدوات الخزانة التي يشتريها، لكن أسواق النقد تُظهر أن المستثمرين يتوقعون أن يضطر المركزي الأميركي للذهاب إلى ما هو أبعد بهدف استعادة ثقة الأسواق المالية.

وسجل اليورو في التداولات 1.1202 دولار، عقب انخفاضه 0.72%، أمس الخميس، في أعقاب قرار المركزي الأوروبي. وعلى مدى أسبوع، تتجه العملة الموحدة للهبوط 0.7%. ومقابل الجنيه الإسترليني، ارتفع الدولار قليلا إلى 1.2541 دولار في آسيا، اليوم، وذلك في أعقاب تحقيقه أكبر مكسب في يوم واحد مقابل العملة البريطانية منذ يوليو/ تموز 2016.

وصعد الدولار 3.8% مقابل الإسترليني منذ بداية الأسبوع الجاري، وهو أفضل أداء له منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016. وتمسكت العملة الأميركية بمكاسبها مقابل الفرنك السويسري، ليجري تداولها عند 0.9435، وتتجه صوب تحقيق مكسب أسبوعي بنسبة 0.7%.

وزاد الدولار 0.88% إلى 105.58 ين، اليوم، ويتجه صوب التقدم بنسبة 0.2% على مدى أسبوع. وزاد الدولار الكندي قليلا إلى 1.3894 دولار مقابل نظيره الأميركي، ليرتفع قليلا من أدنى مستوى في 4 سنوات.

وارتفع الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي ما يزيد عن 0.5% مقابل العملة الأميركية في التعاملات الآسيوية. وانخفضت العملتان، أمس الخميس، مع عزوف المستثمرين عن الأصول المرتفعة المخاطر المرتبطة بتجارة السلع الأولية العالمية.

مصدرالعربي الجديد
المادة السابقة“الصندوق الوطني للإستثمار” حل قد يكون الأسرع
المقالة القادمةتعميم من وزارة المالية إلى المؤسسات العامة بشأن مشاريع موازناتها وحساباتها السنوية