أمازون توسع نشاطها في الشرق الأوسط من بوابة أبوظبي

أعلنت مجموعة أمازون الأميركية أنها ستتعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار لإنشاء مركز لوجستي جديد في إمارة أبوظبي، مما يمنحها فرصة أكبر من أجل تنمية أعمالها في قطاع تجارة التجزئة عبر منصتها الرقمية. ويأتي التعاون في إطار برنامج الابتكار التابع لمكتب أبوظبي للاستثمار البالغة قيمته ملياري درهم (540 مليون دولار)، لدعم الشركات المبتكرة العامة في قطاعات رئيسية.

وسيجسد المركز الذي سيتم تشييده على مساحة 175 ألف متر مربع مدى التزام أمازون بالنمو المستدام في المنطقة، بما يتماشى مع خارطة طريق الاستدامة التي أعلنت عنها الشركة لأعمالها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويعد المركز واحدا من أكثر مراكز الشركة تطورا على مستوى المنطقة، ويهدف إلى تعزيز الابتكار التقني في قطاع الخدمات اللوجستية ودعم ريادة الأعمال، وتطور منظومة قطاع التجزئة وخلق الآلاف من فرص العمل الجديدة.

وقال المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي إن “شركة أمازون دخلت في شراكة مع مكتب أبوظبي للاستثمار، لإنشاء مركز لطلبات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت بالإمارة في 2024، بما يتماشى مع استراتيجيات خفض الانبعاثات الكربونية للشركة”.

وسيعتمد مبنى المركز على التصاميم الصديقة للبيئة وأنظمة التحكم والبيانات والتحليلات، لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة. كما سيضم المبنى سطحا من الألواح الشمسية لتوليد الطاقة المتجددة، وسيتم تصميمه لاستيعاب المركبات عديمة الانبعاثات الناتجة عن وسائل النقل.

وأشار المكتب إلى أن إطلاق المركز سيوفر الآلاف من فرص العمل ويعزز قطاع الخدمات اللوجستي في أبوظبي، بالإضافة إلى تقديم الدعم لرواد الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة التي تزدهر أعمالها في الاقتصاد الرقمي.

وقال راس غراندينيتي، نائب الرئيس الأول الدولي في أمازون، “ينصب تركيزنا في أمازون على الابتكار وتطبيق الأفكار العملية على المدى الطويل. لذا نتعاون مع الإماراتيين للإسهام في تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتحقيق أجندتهم الطموحة في هذا المجال”. وأضاف “نتطلع إلى العمل مع مكتب أبوظبي للاستثمار ليكون المركز الجديد مجهزا بأفضل خدمات أمازون اللوجستية المتطورة، والابتكارات التكنولوجية، ومبادرات الاستدامة، فضلا عن توظيف خبراتنا الطويلة والممتدة لعقود من الزمن”.

ونجحت أمازون في مارس 2017 في التوصل إلى اتفاق لشراء شركة سوق.كوم، أكبر موقع لتجارة التجزئة عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، لتوسع بذلك دائرة انتشارها السريع في أنحاء العالم.

وأدخل ذلك الاتفاق أمازون بقوة إلى سوق يشهد نموّا سريعا، في وقت تواصل المجموعة الاستثمار في قطاع تجارة التجزئة، رغم توسيع عملياتها لتشمل خدمات متنوعة أخرى.

ويعرض موقع سوق.كوم قرابة 8.4 مليون منتج ضمن 31 تصنيفا، بينها الإلكترونيات والأزياء والساعات والمفروشات، ويستقطب أكثر من 45 مليون زائر شهريا لبيعهم منتجات انطلاقا من مراكز عمل رئيسية في السعودية والإمارات ومصر والكويت.

وفي يونيو 2018، أحدثت أمازون صدمة كبيرة في قطاع الخدمات اللوجستية ونقل الطرود في العالم، وخاصة في الدول المتقدمة التي تنشط فيها بقوة، حين أعلنت أنها ستبني شبكة شاحنات لتوريد بضائعها إلى عملائها في الولايات المتحدة. ورجحت حينها تعميم التجربة في دول أخرى.

وتعطي المؤشرات حول تميز دول الشرق الأوسط في التسوق الإلكتروني بوجود شريحة كبيرة من الشباب باعتبارهم أكبر فئة من المستهلكين، إضافة إلى تزايد شعبية وتحسن البنية التحتية للإنترنت، لمحة عن أن المنطقة على أعتاب طفرة غير مسبوقة في التسوق الرقمي بعد انتهاء الجائحة.

وفي ضوء مستوى التنمية الاقتصادية والقدرة الاستهلاكية للسكان ومعدل انتشار شبكة الإنترنت وعوامل أخرى، هناك بلدان مثل السعودية والإمارات ومصر والكويت، تتصدر في مستوى تنمية التجارة الإلكترونية بين جميع الدول العربية.

وكان قطاع التجارة الإلكترونية في دول الخليج قبل خمس سنوات منصة صغيرة، حيث شكل نحو 0.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة أي ما يعادل خمسة مليارات دولار.ولكن شركة الاستشارات العالمية كونيل تتوقع أن يصل حجم التسوق الرقمي في المنطقة إلى 29 مليار دولار بنهاية العام الحالي، ليقفز إلى قرابة خمسين مليار دولار بنهاية العام 2025. ويشكل قطاع الأغذية والبقالة عبر الإنترنت نسبة كبيرة من هذه التجارة. وقد أجرت مجموعات متخصصة في الأبحاث حول البضائع المستهلكة دراسات كثيرة أظهرت أن المبيعات عبر الإنترنت في قطاع البقالة تحظى بأعلى نسبة.

ومن هذا المنطلق تعمل إمارة أبوظبي على ترسيخ مكانتها كمركز رائد للابتكار في المنطقة ووجهة رئيسية لإطلاق الحلول والتقنيات الحديثة والفعالة إلى جانب إمارة دبي. وقال محمد علي الشرفاء، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، إن “المركز اللوجستي الجديد لأمازون سيعزز منظومة الابتكار في الإمارة، من خلال توفير إمكانات جديدة وبنية تحتية متكاملة تستفيد منها الشركات الأخرى أيضا”. وأضاف “في إطار التزامنا بتقديم أفضل الفرص الممكنة للقطاع الخاص، سيواصل مكتب أبوظبي للاستثمار دعم الشركات القائمة على الابتكار لضمان نجاحها وازدهارها في الإمارة”.

ويستمر عدد موظفي أمازون في التضخم مع توسع أعمالها، ففي نهاية الربع الثالث من العام الجاري، وظفت الشركة نحو 1.33 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بزيادة 52 في المئة سنويا. وكانت الشركة قد استثمرت 18 مليار دولار على مستوى العالم، دعما لنجاح مبيعات الشركاء العام الماضي. وتقدم الشركة مجموعة واسعة من الأدوات والخدمات المجانية، مثل خدمة “تُشحن من قبل أمازون” وتطبيق “أمازون سيلر” الخاص بالبائعين لمساعدة رواد الأعمال والمشاريع الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة على زيادة مبيعاتهم على أمازون.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةكيا تطرح نسخا جديدة من أشهر سياراتها العائلية
المقالة القادمةموجات “أليوت” ELLIOTT تضرب دولار لبنان