أميركا تلوح للصين بـ«سلاح الاستثمارات»

عقب ساعات قليلة من نشر ما قد يعد تحذيرا أميركيا للصين من مغبة دعم روسيا وانتهاك العقوبات ضد الأخيرة، تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ بضمان بلاده سلامة واستقرار سلاسل التوريد والصناعة.

جاء ذلك في كلمة له بالمنتدى الدولي لسلاسل التوريد والصناعة المرنة والمستقرة في مدينة هانغتشو، ونقلها التلفزيون الصيني الحكومي. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن شي قوله إن الصين ستتخذ خطوات لتعزيز التعاون الدولي فيما يتعلق بسلاسل التوريد والصناعة. وأضاف شي أن الصين ستدافع عن وضع سلاسل التوريد والصناعة بأنها سلع عامة.

تعهدات الرئيس الصيني تأتي بعد ساعات من قول الرئيس الأميركي جو بايدن إنه حذر نظيره الصيني شي جينبينغ من الضرر الذي قد يلحق بمناخ الاستثمار إذا انتهكت بكين العقوبات التي فرضها عدد من الدول ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.

وفي مقتطفات من مقابلة مع شبكة سي بي إس تم بثها الأحد، أكد بايدن أنه أبلغ شي بأن انتهاك العقوبات سيكون «خطأ فادحا»، لكنه أوضح أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات إلى أن بكين دعمت الحرب الروسية بشكل نشِط من خلال مبيعات أسلحة.

وذكر بايدن أنه وجه هذا التحذير خلال مكالمة هاتفية تمت بعيد لقاء أجراه شي مع الرئيس الروسي خلال الألعاب الأولمبية الشتوية في 4 فبراير (شباط) الماضي. وقال الرئيس الأميركي: «اتصلت بالرئيس شي؛ ليس للتهديد على الإطلاق… قلت له فقط إنه إذا كنت تعتقد أن الأميركيين وسواهم سيواصلون الاستثمار في الصين مع انتهاكِكَ للعقوبات المفروضة على روسيا، فأعتقد أنك ترتكب خطأ فادحا». وتابع: «حتى الآن ليس هناك مؤشر على أنهم قدموا أسلحة أو أشياء أخرى تريدها روسيا».

من جهة ثانية رفض بايدن فكرة أن التحالف الصيني الروسي يعني أن الولايات المتحدة تخوض نوعا جديدا من الحرب الباردة. وقال: «لا أعتقد أنها حرب باردة جديدة وأكثر تعقيدا».

التحذيرات الأميركية تزامنت مع ما نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية، من أن صادرات روسيا إلى الصين، التي ارتفعت بالفعل بنسبة 50 في المائة، تساعد الاقتصاد الروسي، وهو الأمر الذي يزعج المسؤولين من الاتحاد الأوروبي وأميركا.

وذكرت الصحيفة الفرنسية، أن «التجارة بين روسيا والصين ارتفعت بشكل حاد منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، خاصة في قطاع الطاقة». وفي الوقت نفسه، أجبر الخوف من العقوبات عدداً من البنوك الصينية على الحد من تمويل مشترياتها من السلع الروسية».

وبحسب الصحيفة، فإن الصين تريد «الاستفادة من دعم روسيا» من أجل تعزيز موقفها بشأن «قضية تايوان». وفي وقت سابق، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التحول إلى التسويات بالعملات الوطنية في التجارة مع الصين ومنغوليا. وأشار إلى أن التجارة مع الصين البالغة 200 مليار دولار «على وشك الوصول إليها».

وفي وقت سابق، أعربت أميركا عن قلقها من التقارب بين روسيا والصين فيما يتعلق بالحرب الروسية في أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: «قلقون إزاء تعزيز موسكو وبكين علاقاتهما بشكل غير مسبوق، لا سيما أثناء الغزو الروسي».

وكانت الصين أكدت تفهمها ودعمها لروسيا فيما يخص حربها في أوكرانيا، ورفضها للعقوبات المفروضة على موسكو، إلا أنها أشارت الأسبوع الماضي لمحاذير حول النهج الروسي.

وفي وقت سابق، أشاد لي تشان شو، ثالث أكبر مسؤول بالحزب الشيوعي الصيني، ببوتين، مؤكدا أن روسيا «لم تسحقها العقوبات الشديدة التي فرضتها الولايات المتحدة والغرب، ولكنها حققت استقراراً وأظهرت القدرة على الصمود في فترة قصيرة».

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقة«مورغان ستانلي» تتوقع تراجع مخاوف نقص الوقود في الشتاء
المقالة القادمةالليرة السورية تفقد 7% من قيمتها بعد خفض سعر الصرف الرسمي