إرتفاع ربطة الخبز 4 آلاف ليرة.. وفي ايار ستصل الى 80 الف ليرة

في كلّ مرةٍ يتمّ الحديث فيها عن تسعيرة ربطة الخبز، تنقلب المعايير كلها ويصبح حديث البلد عن ربطة الخبز ولقمة العيش التي باتت مهددة في لبنان.

وفي الآونة الأخيرة، تفاقمت أزمة الخبز في لبنان وأغلقت العديد من الأفران أبوابها، وشهدنا سابقًا طوابير الذل والاضرابات المفتوحة والنداءات وإلى ما هنالك. وبات الهمّ الوحيد اليوم للمواطن اللبناني، أن يؤمّن ربطة خبزه ويكتفي بإطعام أولاده. فهل من حلحلة ؟

إرتفاع سعر ربطة الخبز 4 آلاف ليرة.. والسبب؟

ارتفع في الأيام القليلة سعر ربطة الخبز 4 آلاف ليرة لبنانية أي من 43 ألف ليرة إلى 47 ألف ليرة لبنانية داخل الأفران، نتيجة ارتفاع سعر طن الطحين دفعة واحدة 4 ملايين و686 ألف ليرة ليصبح ١٩١٧٣٥٠٠، بعد أن كان سعره ١٤٥١٧٥٠٠ ليرة لبنانية.

ونظرًا لعدم خضوع مكونات ربطة الخبز لأي دعم من وزارة الاقتصاد- باستثناء الطحين المدعوم الذي بدأ يُسعّر على سعر صرف 30 ألف ليرة- ساءت الأمور قليلًا ولا من مسؤولٍ يستجيب.

المشكلة، أنّه في البداية، كانت مكوّنات ربطة الخبز مدعومة بأكملها. ولكن مع بداية الأزمة وارتفاع سعر الصرف، بدأت الأسعار ترتفع تدريجيًّا الى حين رفع الدعم عن كل المكونات دون القمح واليوم أصبح مصرف لبنان عاجزًا عن دعم الطحين. وكما قال نقيب الأفران ناصر سرور، الحلّ بإعطاء صندوق النقد الدولة اللبنانية قرضًا لتأمين القمح لم يكن مناسبًا بسبب إرتفاع السعر عند كلّ شهر ومع الوقت سيصبح السعر يوازي سعر الصرف.

وأشار إلى أنّ ربطة الخبز سترتفع إلى حوالى 80 الف ليرة عند بداية شهر أيار من العام المقبل، منبّهًا الى أن السوريين يستهلكون حوالى 65% من الخبز المدعوم.

من السابق لأوانه الحديث عن وقف الدعم

في السياق، أكّد رئيس نقابة صناعة الخبز في لبنان طوني سيف، أنّه من السابق لأوانه الحديث عن وقف الدعم عن الخبز العربي لاعتباراتٍ عديدةٍ، أولها أنّ قرض البنك الدولي يوفّر الدعم للخبز حتى نهاية أيار من العام 2024، أي لفترة ثمانية أشهر إضافية، مبديًا أسفه لإثارة هذا الموضوع الحيوي والأساسي لشريحة كبيرة من اللبنانيين منذ الآن لما له من انعكاساتٍ سلبيةٍ على أكثر من صعيدٍ.

وفي حديثه للدّيار، أكّد أنّه لا يزال أمامنا ثمانية أشهر، وهي فترةٍ طويلةٍ نوعًا ما لانتهاء قرض البنك الدولي، في وقتٍ لا نعلم فيه ما يمكنه أن يحصل في البلاد أكان في انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتشكيل حكومة، مع إمكان أن يأخذا على عاتقهما استمرار الدعم للخبز العربي، أو قيام البنك الدولي بتوفير دعمٍ جديدٍ للخبز العربي تحت وطأة ضغط حاجة النزوح السوري.

وأشار سيف إلى أنّ الدعم يتطلّب تأمين دعمٍ مباشرٍ عبر توفير بطاقات تمويلية لشريحة من اللبنانيين الذين يحتاجون الى دعم الخبز.

لماذا ارتفع سعر ربطة الخبز مؤخرًا؟

قال سيف إنّ المطاحن كانت تدفع سابقًا 15% من قيمة سعر القمح على دولار الـ 15 ألف ل. ل. أمّا اليوم فباتت تدفع على سعر صرف الدولار 30 ألفا، لهذا السبب ارتفع سعر ربطة الخبز 4 آلاف ليرة.

وأكّد أنّه في حال رفع الدّعم، ستُسعّر ربطة الخبز بدولارٍ تقريبًا. ولكننا نستبعد ذلك في الوقت الراهن لسبيين، أولاً لأنّ الدولار لا يزال ثابتًا وثانيًا لأنّ القمح لا يزال مدعومًا.

في الوقت الذي يسعى فيه المواطن اللبناني إلى التأقلم وتحدّي كلّ الصعوبات التي تواجه في البلاد، تأتيه المشاكل دفعةٍ واحدةٍ بما فيها غلاء السلع والمحروقات والخبز وارتفاع نسب البطالة والفقر في ظل انخفاض قيمة راتبه. فإلى متى سيبقى الشعب صامدًا؟ وإلى متى ستُهدر حقوقه الإنسانية وستهدد لقمة عيشه من دون حسيبٍ أو رقيبٍ؟ ومن المسؤول عمّا يحصل في البلاد؟ على كلّ أحوالٍ، ستكون الإجابات أنّ المواطن الصّامد هو الضحية.

 

مصدرالديار - مارينا عندس
المادة السابقةهل يتأثّر دولار السوق السوداء بـ”طوفان الأقصى”؟
المقالة القادمةأداء ضعيف للبنان في مؤشِّرات الحوكمة