إعفاءات ترمب الجمركية ترفع العقود الآجلة لـ«وول ستريت»

ارتفعت العقود الآجلة لـ«وول ستريت» امس الاثنين، بعدما قرر البيت الأبيض إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية المتبادلة المفروضة على الصين؛ ما وفّر متنفساً مؤقتاً للواردات التكنولوجية الأميركية الأساسية من الرسوم الجديدة.

ورغم أن الإعفاءات أُعلنت يوم الجمعة، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أوضح أنه سيعلن في وقت لاحق من هذا الأسبوع عن نسب الرسوم المفروضة على واردات أشباه الموصلات. وصرّح وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، بأن المنتجات التكنولوجية المُعفاة ستخضع لرسوم جديدة خلال الشهرين المقبلين، وفق «رويترز».

ومع ذلك، قفزت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية الرئيسية بأكثر من 1 في المائة لكل منها. وسجل سهم «أبل»؛ صانعة هواتف «آيفون»، ارتفاعاً بنسبة 5.3 في المائة في تعاملات ما قبل السوق، كما ارتفعت أسهم شركات أشباه الموصلات؛ إذ صعد سهم «إنفيديا» بنسبة 2.2 في المائة، و«ميكرون تكنولوجي» بـ4.1 في المائة. وحققت كل من «إتش بي» المصنعة لأجهزة الكمبيوتر، و«هيوليت باكارد إنتربرايز» المتخصصة في الخوادم، مكاسب بلغت 5.4 في المائة و5 في المائة على التوالي.

وتُعد الإعفاءات أحدث فصول التغيّرات في سياسة الرسوم الجمركية التي يتبعها ترمب، والتي أثارت اضطرابات واسعة في الأسواق العالمية، وسط تساؤلات من المستثمرين والمستهلكين والشركات عن مسار السياسة التجارية وتأثيرها على النمو الاقتصادي والتضخم.

وقال مايكل أورورك، كبير استراتيجيي السوق في «جونز تريدينغ»: «البعض قد يفسر فترة الإعفاء المؤقتة التي تمتد من شهر إلى شهرين كمؤشر إيجابي، وسيعلّق آمالاً كبيرة على أن الإدارة لن تمضي قدماً في تطبيق الرسوم»، وأضاف: «لكن في الوقت ذاته، أوعز الرئيس إلى صقور التجارة بقيادة الرسائل الإعلامية، وهذا بحد ذاته يشكل عامل ضغط سلبياً على الأسواق».

وفي تمام الساعة 5:12 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، كانت عقود «داو جونز» الآجلة مرتفعة بـ444 نقطة أو 1.1 في المائة، في حين ارتفعت عقود «ستاندرد آند بورز 500» الآجلة بـ79.25 نقطة أو 1.47 في المائة، و«ناسداك 100» بـ317 نقطة أو 1.69 في المائة.

وكانت قرارات فرض الرسوم الجمركية التي تم تعليقها جزئياً الأسبوع الماضي، إلى جانب تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين، قد تسببت في تقلبات هي الأشد في «وول ستريت» منذ جائحة «كوفيد-19» في 2020. لكن «ستاندرد آند بورز 500» أنهى الأسبوع الماضي بأكبر مكاسب أسبوعية له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وخلال الأسبوع القصير للتداول الحالي، ستكون الأسواق في ترقّب شديد لأي إشارات من صانعي السياسات أو من قطاع الأعمال والمستهلكين حول تقييمهم للآفاق الاقتصادية وسط حالة عدم اليقين. يُذكر أن الأسواق ستُغلق يوم الجمعة بمناسبة «الجمعة العظيمة».

كما تتجه الأنظار إلى نتائج أرباح الشركات الأميركية للربع الأول، مع ترقّب صدور تقارير شركات بارزة مثل «جونسون آند جونسون» و«نتفليكس» في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وارتفعت أسهم «غولدمان ساكس» بنسبة 2.2 في المائة قبل إعلان نتائجها.

من جانب آخر، خفّضت «سيتي غروب» تصنيف الأسهم الأميركية من «زيادة الوزن» إلى «محايد»، متوقعة أن تضرب الرسوم الواسعة التي يفرضها ترمب نمو الأرباح في الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أيضاً أن يُتابع المستثمرون باهتمام نتائج مسح «الاحتياطي الفيدرالي» في نيويورك، والذي سيصدر لاحقاً اليوم، للوقوف على توقعات التضخم، خاصة بعد أن أظهرت بيانات الجمعة تراجعاً حاداً في ثقة المستهلكين، وبلوغ توقعاتهم للتضخم أعلى مستوى لها منذ عام 1981.

ومن المنتظر صدور بيانات مبيعات التجزئة لشهر مارس (آذار) يوم الأربعاء، كما سيُلقي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، كلمة مهمة خلال الأسبوع.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةمن النفايات الى الدولارات: إمبراطورية الخردة تحت أنف الدولة!
المقالة القادمةالرئيس التنفيذي لـ«غولدمان ساكس»: ضبابية الحرب التجارية ترفع احتمالات الركود في 2025