إقبال لافت على شراء المولّدات الخاصة لمحاربة الظلام والحرارة

لم يجد المغترب ماهر النقوزي، العائد الى صيدا منذ أيام قليلة لقضاء عطلة الصيف بين أهله وأقاربه، مفرّاً من شراء مولّد خاص بقوة 20 أمبيراً لاستخدامه في المنزل ومحاربة الظلام وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، بعد الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي والتقنين القاسي بالاشتراكات الخاصة او اطفائها مع نفاد مادة المازوت في المصافي وفي السوق الرسمي.

منذ أشهر، استفحلت ازمة انقطاع التيار الكهربائي بسبب التقشف في فتح الاعتمادات المالية من مصرف لبنان، سدّ اصحاب المولدات الخاصة الفراغ، ولكن منذ اسابيع ومع ازمة المازوت باتوا غير قادرين على الصمود مع ازدياد حاجتهم ارتباطاً بساعات تقنين الدولة والتي لامست العشرين ساعة يومياً ومع فقدانها في المصافي واضطرار بعضهم للشراء من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، ما يكبّد المواطنين في نهاية المطاف فاتورة غالية تقدّر هذا الشهر بنحو مليون ليرة لبنانية عن كل خمسة امبير.

توازياً، دفعت ازمتا الكهرباء والمولدات عدداً من المواطنين المقتدرين واصحاب المحال التجارية والمهن الحرة وآخرهم المغتربين الى الإقبال على شراء المولدات المنزلية للإستعانة بها على مواجهة الظلام وارتفاع درجات الحرارة، فشهدت سوق المولدات بأحجامها وطاقتها المختلفة رواجاً كبيراً بالرغم من انها تباع بالدولار الأميركي على قاعدة الكحل (الغلاء)، أفضل من العمى (العتمة).

مقابل الاقبال على الشراء، فإن بعض المواطنين الذين يملكون مولدات خاصة صغيرة في السابق لاستخدامهم المنزلي، ردّوا نبض الحركة والحياة اليها بعدما نفضوا عنها الغبار واعادوا تشغيلها بعد اصلاح وصيانة ما تعطّل منها بفعل الاستهلاك والزمن، وان كان اصلاحها في ظل ارتفاع كلفته واسعار قطعها، ليس بمتناول يد الكثيرين منهم! وقد ادّت عملية الشراء والصيانة الى تنشيط الحركة الاقتصادية ولو بشكل محدود.

كما يعاني مركز النفوس من شح كبير في الاوراق الثبوتية لإخراجات القيد الافرادية ما تسبّب بتراكم معاملات المواطنين على اختلافها، ولجأ الى عملية تقنين عبر تلبية طلبات المضطرين فقط للذين يودّون الحصول على اخراجات القيد من اجل تجديد جواز السفر او لمولود جديد.

واوضح رئيس رابطة مخاتير مدينة صيدا ابراهيم عنتر “ان دوائر النفوس كانت بمثابة الشعرة الباقية في هذا البلد للتمسّك بها، الا ان اصحاب القرار عملوا على قطع هذه الشعرة”، مشيراً الى ان المغتربين الذين جاؤوا لمساعدة اهلهم في هذه الظروف الصعبة وجدوا أنفسهم في دائرة الخطر نتيجة عدم تمكّنهم من الحصول على المعاملات المطلوبة لتجديد جوازات سفرهم.

 

مصدرنداء الوطن - محمد دهشة
المادة السابقةقانون الشراء العام نافذ… بدءاً من اليوم
المقالة القادمةإشتعال نار أسعار الخضار قبل الشتاء والبندورة بـ 20 ألف ليرة