«إياتا» يبحث أسوأ أزمة في اجتماع «مصيري»

قرر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، انعقاد الاجتماع السنوي السابع والسبعين للجمعية العمومية للاتحاد في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كحدث افتراضي تستضيفه الخطوط الجوية الملكية الهولندية «كيه إل إم» من أمستردام هولندا، وإلغاء القمة العالمية للنقل الجوي (WATS) المصاحبة للجمعية العامة العادية لعام 2020.

وقال المدير العام والرئيس التنفيذي لـ«إياتا» ألكسندر دي جونياك في بيان الاثنين، إن قرار تأجيل اجتماع الجمعية العمومية لهذا العام من يونيو (حزيران) إلى نوفمبر، كان بسبب توقعات لفرض قيود حكومية على «إياتا»، ولذلك تم تفعيل خطط بديلة لحدث افتراضي.

وأكد أن هذا الاجتماع سيكون الأهم لأن النقل الجوي في أعمق أزمة في تاريخه، ومن المهم أكثر من أي وقت مضى أن يكون هذا الاجتماع بمثابة دعوة حاشدة للصمود، ولإيجاد حلول لفتح الحدود بأمان وإعادة إنشاء الاتصال العالمي وضمان ممرات الشحن الحيوية.

وفي غضون ذلك، جدد رئيس الاتحاد الألماني لقطاع الطيران والفضاء، ديرك هوك، انتقادات القطاع لخطط فرض لوائح جديدة للسفر في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «إذا جعلت الحكومة الألمانية وحكومات الولايات الحجر الصحي الجزافي محل الاختبارات الناجحة (للكشف عن كورونا)، فإن ذلك يعادل إجراء وقف حركة الطيران… ويمكنك أن ترى الحالة التي توجد فيها شركات الطيران بالفعل اليوم. بعد ذلك ستزداد الأمور سوءاً، وعلينا أن نتوقع أن تكون العواقب على صناعة الطيران وخيمة في المقابل».

وكانت الحكومة الألمانية الاتحادية وحكومات الولايات اتفقت مؤخراً على إخضاع العائدين من مناطق خطورة فيما يتعلق بجائحة كورونا للحجر الصحي لمدة خمسة أيام على الأقل، اعتباراً من منتصف أكتوبر المقبل. بالإضافة إلى ذلك، يتعين على المسافرين الذين يدخلون إلى ألمانيا تسجيل دخولهم عبر بوابة إلكترونية. وسيواجه أي شخص لا يفعل ذلك غرامات. وقال هوك: «نحن لا نفهم هنا مبدأ التناسبية»، مشيراً إلى أنه تتوفر الآن اختبارات سريعة كافية تعطي نتيجة بعد ساعة أو ساعتين.

وأدت أزمة كورونا وانهيار قطاع السفر الناجم عنها إلى أزمة بالغة لدى شركات الطيران. وقد انهار الطلب أيضاً لدى شركات تصنيع الطائرات مثل «إيرباص». ولا يعتقد هوك أن الصناعة واجهت مشكلات مثيلة قبل أزمة كورونا، مشيراً إلى أن الأمر في ذلك الحين كان يتعلق أكثر بالتغير المرتبط بالتكنولوجيا في الطلب، الذي شهد تراجعاً على الطائرات ذات الحجم الكبير لصالح الطائرات الأصغر حجماً، موضحاً أنه بالنظر إلى النقاش الدائر حول حماية المناخ يتعين استخدام الطائرات ذات المحركين النفاثين، بدلاً من التوربينات الأربعة.

ورغم ذلك استمر القطاع في تصنيع طائرات كبيرة، حيث قال هوك: «حتى بداية هذا العام، كانت هناك قاعدة سارية بحكم التجربة، وهي أن عدد الركاب يتضاعف كل 15 عاماً»، موضحاً أنه حتى يُعاد تطبيق هذه القاعدة مرة أخرى سيستغرق الأمر الآن بضع سنوات.

ورفض هوك انتقاد تقديم الدولة مساعدات بالمليارات لشركات مثل «لوفتهانزا»، وقال: «لقد أكدت منذ البداية على جانب السيادة، وهذا يشمل شركة طيران وطنية». وذكر هوك أنه قبل جائحة كورونا، لم تكن «لوفتهانزا» في حالة انهيار هيكلي، مضيفاً أنها فعلت الكثير لتحفيز قدرتها التنافسية، وقال: «أرى أنه من الصحيح تماماً دعم وضمان ذلك»، مؤكداً أن ذلك لا يتناقض مع ضرورة عمل مزيد من أجل القطاعات الأخرى.

كما دعا هوك إلى مزيد من الاستثمار الحكومي في الابتكار والتقدم التقني، وقال: «من المهم أن تستثمر الدولة في البحث العلمي في الوقت الحالي، خصوصاً في الطيران المحايد مناخياً، بما في ذلك الوقود الاصطناعي»، مشيراً إلى أن هذا لا يمنع الاستثمارات في المجالين العسكري والفضائي. ووفقاً لبيانات الاتحاد، يمثل المجالان العسكري والفضائي نحو 20 في المائة من المبيعات في صناعة الطيران والفضاء، مؤكداً في ذلك أهمية العطاءات العامة من الدولة في مواجهة تراجع الطلب من الطيران المدني.

يذكر أنه تم إرسال إشارات مماثلة من الحكومة الاتحادية في منتصف سبتمبر (أيلول) الجاري، حيث وعدت وزيرة الدفاع الألمانية أنجيريت كرامب – كارنباور ونظيرتها الفرنسية فلورنس بارلي خلال زيارة لمصنع «إيرباص» في مانشينغ بالقرب من مدينة إنغولشتات الألمانية بمواصلة تطوير طائرة مقاتلة أوروبية مشتركة وطائرة استطلاع دون طيار.

وعلى الرغم من تحذير السفر الذي أصدرته الحكومة الألمانية، تعتزم أكبر شركة سياحية في العالم «توي» البدء في تقديم رحلات إلى جزر الكناري مجدداً اعتباراً من 3 أكتوبر المقبل.

وقال ماريك أندريتساك، رئيس الشركة في ألمانيا، في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة الاثنين، إنه بالنسبة للرحلات كاملة المصاريف إلى جزر الكناري، يجب أن يكون بإمكان السائحين أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كانوا يريدون تنفيذ عطلاتهم رغم مخاطر العدوى والخضوع المحتمل للحجر الصحي عند العودة إلى ألمانيا، وأضاف: «نحن نفترض بشدة أن العديد من العملاء سوف يقدرون هذا الأمر بعناية»، معرباً عن اعتقاده بأن فرصة إجراء اختبار للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد ستعني أن العديد من العملاء سيذهبون في عطلات على الرغم من تحذير السفر.

ومنذ تحذير ألمانيا من السفر لكل أنحاء إسبانيا بسبب الجائحة، خفضت «توي» رحلاتها الجوية إلى جزر الكناري بشكل كبير. وقال أندريساك: «في غضون ذلك، قمنا باستعدادات حتى نتمكن من استئناف الرحلات إلى جزر الكناري اعتباراً من 3 أكتوبر، على الرغم من تحذير السفر»، موضحاً أن الشركات السياحية لا تضع نفسها بذلك في تعارض مع الحكومة الألمانية، مشيراً إلى أن تحذيرات السفر لا تعني حظر السفر، ولكنها توصية بتوخي الحذر، وقال: «وهذا بالضبط ما نتبعه».

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةفرصة شراء الوقت ضاعت… والآن الى أين؟
المقالة القادمة“الريجي” صادرت كميات مهربة من التبغ والتنباك المعسل