ابتكار مصعد في السعودية يعمل بالطاقة المتجددة تحسبا لانقطاع التيار الكهربائي.

ابتكرت طالبة سعودية مصعدا آمنا يعمل بالطاقات المتجددة تجنبا لمشكلة التوقف التي تصيب المصاعد عند انقطاع التيار الكهربائي عنها أو عن المبنى الموجودة فيه، حيث ينضاف هذا الاختراع الجديد لعديد الابتكارات الأخرى التي كرست فكرة تطويع الإنسان للتطور التكنولوجي من أجل بلوغ رغبته في تحقيق الأمان والتي نجح في الوصول إليها من خلال تجاوز المشكلات التقليدية للأجهزة الإلكترونية التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية.

تعزز المشكلات التقليدية التي تعاني منها الأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها والتي ترتبط أساسا بطرق عملها أو مصادر الطاقة التي تساعد على تشغيلها رغبة البشر الدائمة في البحث عن الأمان، فحاول البعض تجاوز مشكلات انقطاع التيار الكهربائي بابتكار حلول بديلة لتشغيل آلات لا يستغني عنها الناس في حياتهم اليومية أو اختراع أجهزة وأدوات تضمن حماية المنزل من السرقات والحوادث أو تأمين المصانع والشركات ضد أي طارئ قد يسبب كوارث.

ورأت السعودية مايا معتز الحامد، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، أن توظف الطاقة المتجددة لتبتكر المصعد الآمن ضد انقطاع التيار الكهربائي الذي يعطل حدوثه تشغيل المصعد وهو ما قد ينجر عنه تبعات لا يحمد عقباها.

كانت حاجة مايا للشعور بالأمان وراء ابتكارها المصعد الآمن، وهي فكرة راودتها عندما وجدت نفسها محتجزة لبعض الوقت-مع والدتها- داخل مصعد توقف عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المبنى. وجعلت الطالبة السعودية المصعد الآمن مشروعا تدخل به منافسة أولمبياد إبداع 2019.

وقالت مايا “تولدت لديّ الفكرة توجها مع رؤية مملكتنا 2030 باستغلال الطاقات المتجددة كونها مصادر بديلة للطاقة”.

تتمثل فكرة مشروع المصعد الآمن في إضافة شرائح شمسية للمصعد تعمل تلقائيا بمجرد انقطاع التيار الكهربائي وبالتالي تضمن عدم حدوث أي عطل في المصعد ما يسبب توقفه. ويأتي هذا البديل الآمن لتجنب المفاجآت غير السارة التي تؤدي لاحتجاز الأشخاص داخل المصاعد وهي مشكلة قد يتمكن البعض من التعامل معها والخروج من الموقف سالمين لكن آخرين قد لا ينجحون في تجاوز ذلك ما ينجر عنه تأثرهم على المستوى الصحي البدني والنفسي.

احتلت مايا المرتبة الأولى على مستوى المدينة المنورة بفضل مشروع المصعد الآمن لدى مشاركتها في الأولمبياد الوطني للعلوم والرياضيات في السعودية.

كما شاركت هذه الفتاة السعودية بمشروعها الفريد من نوعه في معرض إبداع 2019 بالمدينة المنورة من ضمن ابتكارات رائدة اختيرت للمشاركة في هذه الفعالية. وتم عرض مشروع المصعد الآمن في معرض الدفاع المدني في السعودية الذي تم تنظيمه بشعار “سلامة الأطفال غايتنا” لأنه يقدم حلولا للأمن والأمان.

ويعد المصعد الآمن واحدا من الكثير من الإنجازات والابتكارات التي تكرس فكرة تطويع البشر للتكنولوجيا لإشباع رغبتهم الدائمة في عيش حياة آمنة وتجاوز تهديد المخاطر التي قد تشكلها الأجهزة الإلكترونية والآلات التي أصبح البشر يعتمدون عليها بشكل كبير في حياتهم اليومية لتحقيق الرفاهية ومواكبة روح عصر عبر التطور العلمي والتكنولوجي.

وكانت المخاطر دائما مرافقا لتطوّر الابتكارات التكنولوجية منذ بداياتها حيث باتت تحتكر حيزا هاما من اهتمام الباحثين ما دفعهم إلى توسيع حدود البشر في الاستفادة من التقدم العلمي الذي يسير نحو مساعدة الإنسانية بدل إلحاق الضرر بحياة الناس الذي تسببه المشكلات الجانبية.

تتسق مع هذه الفكرة مشاريع أخرى، إلى جانب المصعد الآمن، من قبيل المنزل الحديث الذي يستفيد في تحقيق الحاجة إلى الأمان من الأجهزة والتقنيات الذكية المبتكرة خصيصا ليناسب عصرا تغلغلت فيه التكنولوجيا في حياة البشر ما جعلهم يعتمدون عليها بشكل كبير لإشباع احتياجاتهم ورغباتهم الفطرية.

وتطورت تقنية المنزل الذكي بمعدل سريع في السنوات القليلة الماضية، وأصبحت الكثير من تقنيات هذا المنزل الحديث تهدف إلى المساعدة في ضمان أمنه ومن بينها الأقفال الذكية وأنظمة المراقبة المزودة بأجهزة إنذار وبكاميرات يتم متابعتها والتحكم فيها عن بعد عن طريق الهواتف الذكية.

وقد جلبت هذه التكنولوجيا الحديثة معها مخاوف جديدة ولّدها عصر الآلات الذكية وغذّت بدورها العديد من التساؤلات بشأن أمن البشر ومدى سلامة بيانات الناس الشخصية وحياتهم الخاصة المهددة بحسب الخبراء بسبب احتمالات الاختراق والاستغلال والتوظيف والتجسس.

ويشدد الخبراء في مجال التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي على ضرورة توخي المستهلكين الحذر قبل الإيمان بأي تقنية أمنية جديدة والاعتماد عليها في حياتهم بشكل كبير ما يجعلهم عرضة للمخاطر.

ساهم تطور الأبحاث في مجال إنترنت الأشياء في ظهور تدابير أمان المنزل الذكي وازدهار سوق التقنيات التي تحقق هذا الهدف. كما أصبحت الأجهزة الذكية التي توفر الأمان للمنازل متوفرة بجميع الأشكال والأحجام حيث تناسب احتياجات أي منزل من جهة وتتوفر على حلول مبتكرة وذكية لا تسمح بعملية رصدها أو اختراقها من قبل المنحرفين سواء في الواقع أو في العالم الافتراضي.

وتتميز الأجهزة المنزلية الذكية بخاصيات جديدة تساعد على تجاوز مشكلات الاختراق والتسلل التي تعاني منها أجهزة الحماية الإلكترونية التقليدية ومن بين هذه الميزات الفريدة مثلا اعتماد بصمة الإصبع أو تقنية التعرف على الوجوه في نظام تشغيل أجهزة الأمن المنزلية أو الأقفال الذكية وغيرها من أدوات وتقنيات التحكم المنزلية.

وبفضل هذه الخصائص المبتكرة وصلت تقنيات الأمان الذكية إلى مستويات جديدة من القدرة على تحقيق احتياجات البشر الفطرية وغريزتهم التواقة باستمرار لإيجاد السكينة، بحيث يضمن الاعتماد على أنظمة وأجهزة ذكية آمنة اكتساب التكنولوجيا لثقة البشر والتي لا تحقق إلا من خلال مدى قدرة هذه الآلات على إشباع رغبة الأمان لدى البشر.

ويشتري العديد من الأشخاص أجهزة أمان منزلية ذكية في محاولة لتحويل منازلهم إلى حصون تكنولوجية لا يمكن اختراقها. لكن الخبراء يحذرون من مخاطر الاختراق في ما يتعلق بشبكة الـ”واي فاي” وهو ما يسهله الاعتماد على الأجهزة التي تعمل من خلال إنترنت الأشياء كالثلاجات وآلات غسل الملابس والأواني وآلات إعداد الطعام أو التنظيف.

وتقدم التكنولوجيا مرة أخرى حلولا لمشكلات الأمن من هذا النوع، حيث يمكن ضمان حماية المنزل ضد كل نشاط إجرامي من دون الحاجة إلى توصيل أي جهاز بشبكة الـ”واي فاي”.
كما تمنع التقنيات العالية التي تعمل من خلالها أجهزة الإنذار والمراقبة والتحكم حدوث الكوارث مثل الحرائق المنجرة عن مشكلات في شبكة الكهرباء أو تسرب الغاز أو الفيضانات التي تحدث بسبب أعطال في قنوات توصيل المياه.

وإلى جانب المنازل والمباني، وصل نجاح التكنولوجيا الحديثة إلى ضمان الأمان للبشر لبيئات العمل فتم توظيف التقنيات المتطورة في تحقيق أهداف الصحة والسلامة ما جعل الشركات والمصانع تستجيب أكثر فأكثر لقوانين ومعايير الصحة والسلامة والبيئة.

وفي الماضي، كانت الآلات الكبيرة التي تعتمد عليها الكثير من خطوط الإنتاج سببا رئيسا في الحوادث التي يتعرض لها العمال أثناء أداء وظيفتهم ما يتسبب لهم في بتر الأطراف وحتى الوفاة في البعض من الحالات.

لكن هذه الحوادث أصبحت فعلا من الماضي مع الآفاق الجديدة التي فتحها التطور التكنولوجي فأصبحت الأجهزة الحديثة قادرة على منع وفيات العمال وإصاباتهم بإعاقات دائمة.

وتوفر التكنولوجيا اتصالات عالية السرعة يمكن أن تساعد الموظفين من خلال العمل عن بُعد على أن يكونوا أكثر أمانا أثناء أداء وظائفهم وتشغيل الآلات في المصانع.

ويواجه الموظفون المطلوب منهم العمل في البيئات النائية والمعزولة العديد من المخاطر. وفي هذه الحالة، يساعد استخدام التقنيات التي تجمع البيانات في الوقت الفعلي لأصحاب العمل بالبقاء على اطلاع دائم بشأن مدى توفر الأمان لموظفيهم.

وتضمن هذه التكنولوجيا الذكية للموظفين تلقي معلومات محدثة وفي الوقت المناسب في ما يتعلق بالسلامة والصحة. وبنفس وتقنيات الاتصال عالية الدقة يتم ضمان الاستجابة السريعة وحصول هؤلاء الموظفين على التدخل اللازم وفي الوقت المناسب لتحقيق سلامتهم.

وتتيح البعض من التطبيقات الذكية إنشاء قائمة تتوافق مع الحاجة للصحة والسلامة من خلال تحديد المخاطر والتقاط الصور وتسجيل المعلومات من الجهاز المحمول في حالة حدوث أي طارئ، وهي بيانات تكون مفيدة لتنبيه الإدارة في جميع الأحداث المهمة أو أثناء أداء المهمة التالية.

وتساعد تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد الموظفين على أن يصبحوا أكثر وعيا بمحيط عملهم والمخاطر المحتملة فيه، حيث تقوم البرامج المعتمدة على هذه التقنية بإنشاء صور واقعية عن طريق تسجيل الصورة بزوايا مختلفة وهو ما يعني إعادة إنشاء البيئات ومواقع العمل ما يسمح للعمال بمعرفة الأخطار والمخاطر مسبقا، إلى جانب أنه يمكنه إخطار المديرين بشأن معدات وإجراءات السلامة التي يحتاجها العمال لمنع أي حادث.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةإمارة رأس الخيمة تستقطب عشاق المغامرة والتشويق
المقالة القادمةتونسيون يطورون برنامج ذكاء اصطناعي يرصد أعراض كوفيد – 19