توقع اتحاد الصناعة العام الإيطالي انكماشاً لاقتصاد البلاد بنسبة 10 في المائة في 2020، جراء تداعيات جائحة فيروس «كورونا».
كما توقع الاتحاد في تقرير نشر أمس السبت، أن يحقق الاقتصاد تعافياً جزئياً العام المقبل مع نمو بنسبة 4.8 في المائة. وقال الاتحاد إنه بعد الانتعاش الذي تحقق في الربع الماضي، من المتوقع أن يضعف الزخم مرة أخرى في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.
وأشار إلى أن «الزيادة التدريجية في عدد الإصابات الجديدة (بفيروس «كورونا») تمثل مصدراً للغموض والقلق حول الآفاق المستقبلية، رغم احتواء (التفشي) بصورة تفوق دولاً أوروبية أخرى».
ويكافح رئيس الوزراء جوزيبي كونتي لإنعاش الاقتصاد الذي دمره فيروس «كورونا» والإغلاق الوطني الصارم. وبدأت البلاد في التخطيط لما يمكن أن يحدث إذا تفاقم الوباء بشكل ملحوظ، بعد أن أظهرت الأرقام الأخيرة زيادة في الإصابات.
وعاد الإنتاج الصناعي في إيطاليا إلى مستويات ما قبل جائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد- 19) في شهر أغسطس (آب) الماضي، بينما استفاقت الدولة من كبوتها في واحدة من أشد حالات الإغلاق صرامة في أوروبا.
وقفز الإنتاج بنسبة 7.7 في المائة في أغسطس عن الشهر السابق، أي أكثر من خمسة أضعاف ما توقعه الاقتصاديون.
وزاد إنتاج السلع الاستهلاكية بنسبة 6.6 في المائة، في إشارة إلى انتعاش في استهلاك الأدوات المنزلية. وانخفض الإنتاج بنسبة 0.3 في المائة فقط عن العام الماضي.
يذكر أن إيطاليا كانت إحدى البؤر الرئيسية لتفشي الفيروس في أوروبا، وبدأت عملية إغلاق إقليمية في فبراير (شباط) الماضي، قبل توسيعه ليشمل البلاد بأكملها في أوائل مارس (آذار). وعلى الرغم من أن الحكومة بدأت في تخفيف القيود في 4 مايو (أيار)، فإن الاقتصاد استمر في المعاناة.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الإيطالي (آيستات) الصادرة الأربعاء الماضي، ارتفاع مبيعات التجزئة في إيطاليا خلال أغسطس الماضي، بعد تراجعها خلال الشهر السابق.
وارتفعت قيمة مبيعات التجزئة خلال أغسطس الماضي بنسبة 8.2 في المائة عن الشهر السابق بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب، مقابل تراجعها بنسبة 6 في المائة شهرياً خلال يوليو (تموز) الماضي. كانت قيمة المبيعات قد زادت خلال يونيو (حزيران) الماضي بنسبة 12.5 في المائة شهرياً.
وزادت مبيعات السلع غير الغذائية خلال أغسطس الماضي بنسبة 13.8 في المائة شهرياً، في حين زادت مبيعات السلع الغذائية بنسبة 1.6 في المائة.
في الوقت نفسه زادت المبيعات خلال أغسطس الماضي بنسبة 0.8 في المائة سنوياً، بعد تراجعها بنسبة 7.1 في المائة سنوياً خلال الشهر السابق. وزادت المبيعات عبر الإنترنت خلال أغسطس الماضي بنسبة 36.8 في المائة.
من ناحية أخرى زاد حجم مبيعات التجزئة خلال أغسطس الماضي بنسبة 11.2 في المائة شهرياً، بعد تراجعه بنسبة 8.5 في المائة شهرياً خلال يوليو الماضي. في الوقت نفسه لم يسجل حجم المبيعات خلال أغسطس الماضي أي تغيير مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بعد تراجعه بنسبة 10.1 في المائة خلال الشهر السابق.
على صعيد آخر، وقَّع أربعة وزراء في حكومة يسار الوسط الإيطالية مساء الجمعة، مرسوماً بتأسيس شركة طيران وطنية جديدة مملوكة ملكية عامة، في الوقت الذي تتقدم فيه خطة إنقاذ حكومية مرتقبة بقيمة 3 مليارات يورو لشركة طيران «أليطاليا» التي تعاني من الخسائر.
وقالت وزارة المالية في بيان، إن «إعادة التأسيس تمثل الخطوة الأولى نحو إنشاء شركة نقل عالية الجودة قادرة على المنافسة في السوق الدولية». وتابعت بأن هذا «هو حجر الزاوية لتنشيط الحركة الجوية الإيطالية».
وكانت آخر مرة حققت فيها شركة «أليطاليا» أرباحاً في عام 2002، وتخضع الشركة لإدارة تسيطر عليها الدولة منذ مايو 2017.
كما تم تعيين المديرين الرئيسيين لشركة الطيران الجديدة يوم الجمعة. ومن المنتظر أن يضعوا خطة صناعية جديدة خلال 30 يوماً، ويجب أن توافق عليها المفوضية الأوروبية التي تراقب مساعدات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزيرة النقل الإيطالية باولا دي ميتشيلي، إن الخطة الصناعية ستكون لها نظرة مستقبلية مدتها خمسة أعوام، وتهدف إلى تجنب أي تقليص كبير في الحجم، مع عدم خفض الوظائف وأسطول أكثر من 100 طائرة، بانخفاض عن 113 طائرة حالياً.