اجتماع استثنائي ضم عددا من أثرياء سوريا إلى حاكم “المركزي” بهدف تعزيز العملة الوطنية، حيث تم الإعلان عن أول 10 ملايين دولار قدمها رجل الأعمال سامر الفوز.
وفي الاجتماع الذي ناقش مبادرة أعلنها رجال أعمال لدعم الليرة التي شهدت انهيارا غير مسبوق في سعر صرفها، “أجمع الحاضرون على وضع مبالغ مالية بالدولار كل حسب قدرته، على أن يتم دفع المبالغ تباعا وبسعر تدخلي يحدد كل يوم بهدف زيادة سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار” كما ذكرت غرفة تجارة دمشق في صفحتها على فيسبوك.
بينما نقل موقع “الحقيقة” عن الفوز صحة “الرقم المتداول دفعة أولى والبالغ 10 مليون دولار”، وهو ما أعادت غرفة تجارة دمشق تأكيده في صفحتها، قائلة إنها ستوضع “في صندوق المبادرة وحسابها الذين تم إحداثهما مؤخرا من قبل قطاع الأعمال السوري”.
وذكر موقع “الحقيقة” عن فوز، أن “أحدا لم يصرح بمبلغه رغم محاولاتنا سحب الأرقام منهم” لكنه أضاف: “الحقيقة الكل بدو يدفع، والدولار سوف ينخفض ويصل إلى الـ500 مبدئيا، وأشار إلى أن “حالة من الخوف والقلق سببت ارتفاع سعر الصرف”.
ويقول بعض متابعي أوساط رجال الأعمال أن عبارة الفوز “الكل بدو يدفع” واضحة وأنها تعني أن أحدا غير مستثنى من ذلك، وأنها تشمل حتى من لم يحضروا لأسبابهم الخاصة، حسب تلك المصادر التي لمست شبها بين اجتماع الشيراتون، و”استضافة” بعض أبرز الأثرياء السعوديين في فندق الريتز كارلتون منذ أكثر من عام، وهي الاستضافة التي دفع ثمنها الضيوف مليارات لم يعرف حجمها بعد.
وكان الاجتماع مغلقا واستمر نحو ساعتين، ولم تذكر غرف التجارة أو الصناعة تفاصيل عنه إلا في ساعة متأخرة من مساء الأمس، وضم الاجتماع إلى جانب الفوز، وحاكم “المركزي” حازم قرفول، كلا من رجال الأعمال محمد حمشو، ووسيم القطان، والأخوين براء وحسام القاطرجي، إضافة إلى رئيس اتحاد غرف التجارة السورية غسان القلاع.
وقال قرفول إن “نجاح المبادرة مرتبط بمدى مساهمة الجميع فيها ودعمها بشكل صادق” فيما كان من أبرز الغائبين عن الاجتماع رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية فارس الشهابي، ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس.
ويأتي الاجتماع بعد مبادرة خاصة أعلنها تجار وصناعيون في دمشق لدعم الليرة السورية، وذلك وسط شائعات كانت تتردد في البلاد وتعلن على مواقع التواصل الاجتماعي، وتربط بين بعض أثرياء سوريا والأخبار عن قرارات الحجز الاحتياطي على عدد من الموظفين.
وانتشرت معلومات عن هروب عدد منهم، أو مصادرة أموال عدد آخر ممن ظهروا في سنوات الحرب، ويطلق عليهم في سوريا اسم “أثرياء الحرب”، إلا أن اجتماع الشيراتون أثبت أنهم ما زالوا في البلاد، وأنهم “سيدفعون” كما أشار أحد أبرزهم.
أسامة يونس – دمشق