اقتصادات الشرق الأوسط وأفريقيا تواجه تحديات ما بعد الوباء

توقع تقرير نشرته “كابيتال إيكونوميكس” بعنوان “ذا لونغ ران” ارتفاع الديون ومعدلات التضخم وزيادة استخدام التكنولوجيا وصد العولمة في خضم الفوضى التي أحدثها الوباء، حيث تسود نظرة متفائلة بالنسبة إلى أفريقيا ولاسيما المغرب الذي نجح في تحفيز القطاع الخاص والتحول إلى مركز للتصنيع، وهو ما تحتاجه السعودية لتحقيق رؤية 2030.

وفي ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقول التقرير إن دول شمال أفريقيا تقف الآن في وضع جيد للاستفادة من الوضع الطبيعي الجديد، حيث تمتلك “جميع المكونات اللازمة التي تجعلها مراكزاً للتصنيع”. ويشير التقرير إلى أن المغرب أظهر بالفعل قوة في قطاع السيارات.

وفي هذا الصدد يجدر الاستشهاد بدراسة شاملة للحكومة الكندية تدعم وجهة نظر تقرير “ذا لونغ ران” التي تقول “تشهد صناعة السيارات المغربية ازدهارًا كبيرًا، حيث تجتذب الشركات الصناعية الكبرى بما في ذلك رينو – نيسان، و’بي.أس.أي’ بيجو – سيتروين ومؤخراً شركة ‘بي.واي.دي’ الصينية”.

وتتوقع دائرة السيارات في وكالة فيتش للتصنيف أن ينمو القطاع بمعدل سنوي متوسط ​​قدره 17.5 في المئة بين عامي 2020 و2025.

وأصبحت صناعة السيارات المغربية أكبر مصدر للبلاد، حيث بلغت عائدات الصادرات لعام 2019 حوالي 10.5 مليار دولار، أي 25 في المئة من إجمالي صادرات المغرب. ويعد المغرب أيضاً ثاني أكبر مصنّع للسيارات في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا، وأول مصنع لسيارات الركاب.

وتعد الاتجاهات الديمغرافية المواتية من ضمن إحدى المزايا التي تتمتع بها المنطقة، حيث أن شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط بهما نسبة مرتفعة من الشباب المنتج في سن العمل والذين يعملون على تطوير ونمو بلدانهم.

ويرى التقرير أن ذلك هو النموذج الذي ينبغي على السعودية إلقاء نظرة عليه، لاسيما بعد أن تعثرت رؤية المملكة 2030 الطموحة، وهي خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنشيط القطاع الخاص وإحداث تغيير اجتماعي كبير.

وكما يشير تقرير “ذا لونغ ران” فإن “رؤية 2030 تخفق في العديد من المجالات الرئيسية ولذا لا نعتقد أنها ستطلق نموًا سريعاً بشكل ملحوظ”. فالنمو والاقتصاد المتنوع هما ما تحتاجه السعودية بشكل عاجل، لاسيما مع تحرك العالم بعيدًا عن الاعتماد على الهيدروكربونات.

والسعوديون ليسوا وحدهم من بين دول الخليج في حاجة إلى التنويع بعيدًا عن النفط، حيث قال عادل حميزية وتيم كالن في تقريرهما الذي نشر يوم 10 فبراير إن “اقتصادات الخليج بحاجة إلى اتخاذ دور متحول”.

يقول التقرير “لا يزال من الضروري إنشاء اقتصاد أكثر تنوعًا، لذا فإن الإصلاحات الجارية منذ انهيار أسعار النفط في عام 2014، والعديد منها تحت راية برامج (رؤية) مختلفة، يجب أن تستمر في إحراز تقدم مع انحسار الوباء، حيث أن السرعة والتسلسل والتوقيت سيكون لهما أهمية قصوى لنجاح هذه المخططات. كما أن تمكين الاستثمار الخاص في انتعاش أكثر خضرة مدفوعًا بالرقمنة والتقنيات الجديدة يحسن آفاق تطوير قطاع خاص أقل اعتمادًا على الحكومة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. وهذا يمكّن الحكومات من الانتقال من كونها مالكًا ومنتجًا وموزعًا إلى كونها حكمًا ومنظمًا وميسرًا”.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةلجنة مصرفية لبنانية تقيّم تحقيق هدف زيادة البنوك لرأس المال
المقالة القادمةالبحرين تستقطب مراكز الحوسبة الصينية لتنويع الاقتصاد