لا يزال اقتصاد لبنان وقد اصبحنا في الشهر السابع من العام، يواجه الصدمة تلوى الأخرى في حين يفترض ان تكون الحكومة منكبّة على اجتراح حلول لمعالجة الواقع الاقتصادي المتأزم، تتفاجأ بأحداث دامية تضرب السياحة وسط تحذيرات دولية من واقع الاقتصاد. فإلى اين يتجه اقتصاد لبنان في النصف المتبقي من عام 2019؟ وما الذي ينتظره؟
وفقاً للخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة ” الاسواق اللبنانية تنتظر الانتهاء من اقرار الموازنة، لمراقبة نسبة العجز وتقرر على اساسها الخطوات اللاحقة التي ستتخذها على هذا الصعيد”.
وشدد على ان “كل المشاريع الاستثمارية المتعلقة بمؤتمر سيدر مرهونة بشكل اساسي بإقرار الموازنة، وبالتالي اقرار الموازنة يمكن ان يسرّع بعملية الحصول على اموال سيدر”.
واعتبر ان “الاسواق المالية ستقوم بتمحيص الموازنة بعد اقرارها لترى اذا كانت نسبة العجز المتوقعة (7.59%) “محترمة”. واذا كانت الاسواق راضية عن نسبة العجز هذا يعني ان النصف المقبل من العام جيد”.
واكد ان “عدم رضى الاسواق عن نسبة العجز لا يعني البتة توقف مؤتمر سيدر، الا ان كل ما في الامر انه لن يتابع بالزخم نفسه”.
مؤشرات ايجابية مع الدول العربية
ولفت عجاقة الى وجود مؤشرات ايجابية كثيرة توحي بأن الامور ذاهبة نحو التحسن. فهناك المبادرة السعودية تحت اسم “جسور” والتي اطلقها السبت الماضي السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، والتي نصّت على فتح قنوات تواصل بين الشعبين اللبناني والسعودي لخلق تبادل ثنائي ليس فقط على الصعيد الاقتصادي انما الثقافي ايضاً. وتأتي هذه المبادرة بعد خطوة ايجابية كانت المملكة السعودية قد اتخذتها مع رفع الحظر عن مجيء رعاياها الى لبنان”.
وقال: “وتبرز ايضاً اشارة مهمة تتمثل بالتصريح القطري لوكالة رويترز، حيث تم الاعلان عن نية قطر تنفيذ وعودها التي اعطتها للبنان في القمة العربية الاقتصادية في بيروت في كانون الثاني الماضي، والتي تتحدث عن شراء سندات خزينة بقيمة 500 مليون دولار. ما يعني ان قطر ستدعم الحكومة اللبنانية وستنفّذ مشاريع واستثمارات مباشرة في الاقتصاد، وهذا الامر ان تم سيكون اشارة اكثر من جيدة للأسواق اللبنانية، اي ان هناك دول لا تزال تثق بالإقتصاد اللبناني والنظام السياسي اللبناني وقدرته على ادارة الاقتصاد”.
واضاف: “ولا يمكننا ان ننسى موقف الولايات المتحدة الواضح بدعم الجيش اللبناني ما يؤكد ان لبنان عنصر مهم في استراتيجيتها الشرق اوسطية”.
تفاؤل يعم الداخل
واشار عجاقة الى انه “على الصعيد الداخلي، هناك تصريح مهم لحاكم مصرف لبنان توقع خلاله زيادة السيولة بالنصف الثاني من عام 2019، وهذا الامر يدل على وجود معلومات مؤكدة لدى سلامة حول هذا الشأن، الامر الذي يعني انه وبكل بساطة ستكون مشاريع سيدر على السكة، كما سيكون هناك دخول لرؤوس اموال من دول عربية اضحى من الواضح انها ستدخل لبنان من الباب العريض”.
وكشف ان “الحريري وجّه رسائل اقتصادية ايجابية تمثلت بإعلانه عن التوجه لعقد جلسات مخصصة لمواكبة تنفيذ مشاريع سيدر وخطة ماكنزي. ما يعني ان الشق الإقتصادي الذي اهمل على مر عشرات السنين يقف اليوم امام مفترق مصيري”.
وقال: “كل هذه المعطيات تشير ان السيناريو المتوقع للنصف الثاني من عام 2019 هو سيناريو مليء بالتفاؤل. سيكون هناك نمو واستثمارات، بالطبع لن تترجم نتائجها مباشرة على النمو الذي سيبقى قريباً من الصفر هذا العام. لكن في العام المقبل سيكون هناك تداعيات ايجابية على صعيد سوق العمل. وسيكون هذا الواقع الايجابي مدعوم بمؤتمر سيدر ومن قطر والسعودية، كما سنكون مدعومين بإستثمارات محلية. ولا يمكن ان ننسى التنقيب عن النفط الذي بدأ في اذار 2019”.