خلصت دراسة صادرة عن مجموعة من الباحثين اللبنانيين برئاسة منسّقة وحدة علوم الغذاء في المجلس الوطني للبحوث العلمية مهى حطيط، أن هناك علاقة بين نمط الحياة غير المستقرّ الناتج من الأزمة (المصرفية والنقدية) بشكل أساسي، وتحوّلات الأسر الغذائية نحو استهلاك الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، ما يؤدّي إلى ارتفاع الإصابات بالأمراض المزمنة غير المعدية، والتي أبلغ 25% من المشاركين في الدراسة عن إصابتهم بمرض مزمن واحد أو أكثر، 31% منها هي الضغط. وهذا يعني، أن فواتير الصحة سترتفع في السنوات المقبلة.
وأشارت الدراسة إلى تسارع الإصابة بهذه الأمراض في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تصل نسبة المصابين بها إلى 75% من مجمل أعداد المرضى عالمياً. وفي لبنان، حيث تسبب هذه الأمراض 91% من الوفيات، لفت معدّو الدراسة إلى أنماط استهلاك الغذاء غير الصحي التي تتميز بارتفاع نسبة الصوديوم، والسكريات المضافة، والدهون المشبعة، مع تضاعف استهلاك الحلويات والسكريات المضافة مقارنةً مع الأعوام الماضية.
وتشير الدراسة إلى أنّ الأنماط الغذائية للبنانيين الذين تزيد أعمارهم على 18 سنة تغيّرت، وفي السنوات الماضية انتشرت السمنة ونقص التغذية بشكل ملحوظ، إذ وصلت نسبة اللبنانيين من أصحاب الوزن الزائد إلى 32%، والذين يعانون من سوء التغذية إلى 9.5%. ولفتت الدراسة إلى تشوّه كبير أصاب الهرم الغذائي اللبناني، إذ ارتفع الاستهلاك اليومي للسكريات بنسبة 1106%، وانخفض في المقابل استهلاك مشتقات الحليب والفواكه والخُضر والزيوت الصحية والحبوب.
استندت الورقة البحثية إلى استطلاع شمل 444 مشاركاً موزّعين على كلّ المحافظات اللبنانية، مع تركيز على المشاركين من محافظة جبل لبنان، حيث وصلت نسبتهم إلى 40.3% من مجمل المستطلعين، وأعادت التحوّل الغذائي إلى التغييرات الحادّة التي تواجهها البلاد منذ حوالي 10 سنوات. وبحسب الأرقام، فإنّ 49% من المشاركين عاطلون عن العمل، وصرّح 28% منهم عن انخفاض مداخيلهم بسبب الأزمة الاقتصادية، و27.5% لا يملكون أصلاً أيّ مدخول، فيما لم تتأثر مداخيل 29% منهم. كما أنّ 62% من المشاركين يعانون من السمنة. ولفت معدّو الدراسة إلى ما وصفوه بـ«ازدحام» 63% من منازل المشاركين بالدراسة بالأفراد، وأعادوا الأمر إلى أوضاع هؤلاء الاقتصادية الصعبة.