اجتذبت الأسواق الناشئة تدفقات استثمار أجنبية في محافظ الأوراق المالية لسبعة أشهر متتالية حتى مايو (أيار)، بفضل ضخ المستثمرين أموالاً في السندات، لكن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية يلقي بظلاله على التوقعات، وفقاً لتقرير صادر عن مجموعة تجارية مصرفية.
وقال المعهد الدولي للتمويل «آي آي إف» إن صافي تدفقات المحافظ غير المقيمة إلى الأسواق الناشئة بلغ 5.5 مليار دولار في مايو مقارنة مع تدفقات معدلة بلغت 8.2 مليار دولار في أبريل (نيسان)؛ وفق «رويترز».
وجاءت المكاسب في الوقت الذي عوضت فيه التدفقات الداخلة إلى أدوات الدخل الثابت، التي بلغت 11.5 مليار دولار، التدفقات الخارجة من الأسهم البالغة 6 مليارات دولار، مع معاناة كل من الصين والأسواق الناشئة خارج الصين.
وعلى الرغم من سلسلة التدفقات الشهرية الإيجابية لمدة سبعة أشهر، فإن «هناك اتجاهاً متناقصاً في مستوى التدفقات، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى توقعات استمرار ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية لفترة أطول، وزيادة التقلب في الأسواق»؛ وفقاً لما ذكره خبير الاقتصاد في المعهد الدولي للتمويل، جوناثان فورتشن.
وظل التضخم في الولايات المتحدة ثابتاً إلى حد ما، لكن الاقتصاد الأميركي شهد أيضاً نمواً أبطأ في الربع الأول أكثر مما كان مقدراً سابقاً، مما أثار مجدداً التوقعات بخفضين بمقدار 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية العام.
ومع ذلك، أظهر استطلاع أجرته «رويترز» أيضاً أن أكثر من ربع المشاركين لا يزالون يعتقدون أن الاحتياطي الفيدرالي قد يختار إجراء خفض واحد فقط هذا العام – أو لا يجري أي تخفيض على الإطلاق.
ولم يبدأ شهر يونيو (حزيران) بشكل جيد بالنسبة لبعض أكبر الأسواق الناشئة، حيث شهدت الهند والمكسيك وجنوب أفريقيا ارتفاعات في التقلبات وعمليات البيع عبر فئات الأصول المختلفة، حيث أدت النتائج الانتخابية غير المتوقعة إلى اضطراب الأسواق.
ووفقاً للتقرير، فقد خسرت الأسهم الصينية 0.7 مليار دولار في مايو، على الرغم من احتمال وجود تغيير محتمل في المستقبل.
وقال فورتشن: «نتوقع أن تكتسب الأسهم الصينية زخماً، خاصة إذا كانت سياسات التحفيز تلبي توقعات السوق».
وبالنظر إلى إجمالي مبيعات سندات الأسواق الناشئة، قال فورتشن إن انخفاض الفروق بين العوائد والطلب الخارجي قد يدفع إلى إصدار جديد للديون بمستويات قياسية.
وأضاف: «لا يزال الإقبال في السوق على ديون العملة المحلية عبر مجمل الأسواق الناشئة يدعم الرقم الإجمالي».
وعلى المستوى الإقليمي، قادت المحافظ الاستثمارية في أوروبا الناشئة التدفقات بنحو 6.2 مليار دولار الشهر الماضي، في حين استثمرت أميركا اللاتينية 1.6 مليار دولار. وشهدت أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الناشئة تدفقات خارجة تقترب من مليار دولار لكل منها.