تعلن شركة «أرامكو» السعودية الاثنين نتائجها المالية عن الربع الثاني من العام الحالي وتوزيعات الأرباح، وسط توقعات بتراجع في أرباحها مدفوع بانخفاض أسعار النفط في الفترة المذكورة.
إذ سجلت أسعار الطاقة عالمياً تراجعاً بين نهاية مارس (آذار) ونهاية يونيو (حزيران)، لتبلغ خسائر خام برنت نحو 5 في المائة في الفترة المذكورة، حيث أقفل شهر يونيو (حزيران) على سعر 74.84 دولار مقابل 78.43 دولار في نهاية مارس (آذار)، و111.9 دولار في يونيو (حزيران) 2022.
وكانت «أرامكو» كشفت تراجع أرباحها الصافية في الربع الأول بنسبة 19.25 في المائة إلى 119.54 مليار ريال، مقابل 148.03 مليار ريال للربع الأول من عام 2022، وأوضحت الشركة في حينه أن تراجع صافي الأرباح يعود بشكل أساسي إلى انخفاض أسعار النفط الخام، الذي قابله جزئياً انخفاض في ضرائب الدخل والزكاة وارتفاع في دخل التمويل والدخل الآخر.
ونقلت «بلومبرغ» عن محللين في «جي بي مورغان» أنه رغم توقعات تراجع أرباح «أرامكو»، فإن العلاوة التي يحملها نفطها على برنت، وتعرضها المحدود لأسعار الغاز يشير إلى مرونة على نظرائها، ويتوقعون أن تؤكد الإدارة التزامها بسياسة توزيع الأرباح الخاصة التي تم تقديمها في وقت سابق من هذا العام.
وإلى نتائج «أرامكو» الاثنين، يشهد الأسبوع إعلان نتائج شركات أخرى مثل «سيمنز» للطاقة و«نوفو نورديسك».
ويأتي الإعلان عن النتائج المالية لـ«أرامكو» بعيد أيام على اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج في تحالف «أوبك بلس»، وإعادة تأكيدها على التزام الدول الأعضاء بالخفض الطوعي لإنتاج النفط حتى نهاية 2024، وفق ما تم الاتفاق عليه باجتماع وزراء التحالف في يونيو (حزيران) الماضي.
وجاء بيان اللجنة غداة إعلان السعودية تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي الإضافي بواقع مليون برميل يومياً إلى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، مع القابلية للتمديد مجدداً.
وكانت السعودية قدمت بصورة منفردة خفضاً طوعياً بواقع مليون برميل يومياً لمدة شهر بدأ في يوليو (تموز) الماضي، قبل أن تمدده في وقت سابق إلى نهاية أغسطس (آب).
كما أعلنت روسيا خفض صادراتها من النفط بمقدار 300 ألف برميل يومياً في سبتمبر (أيلول)، بدلاً من الخفض بواقع 500 ألف برميل يومياً في أغسطس.
وقد انعكس تراجع أسعار النفط على أرباح شركات النفط الكبرى التي كانت حققت أرباحاً استثنائية العام الماضي نتيجة ارتفاع الأسعار، غداة الحرب الروسية – الأوكرانية.
فشركة «بريتيش بتروليوم (بي بي)» البريطانية التي سبقت «أرامكو» في إعلان نتائجها المالية الأسبوع الماضي، سجلت انخفاضاً كبيراً في أرباحها الصافية في الربع الثاني وبنسبة 70 في المائة على أساس سنوي، متخلفة عن توقعات المحللين؛ إذ تراجعت إلى 2.6 مليار دولار انخفاضاً من 8.5 مليار دولار المسجلة قبل عام.
قبلها، تراجعت أرباح شركة «إكسون موبيل» الأميركية العملاقة في الربع الثاني بنسبة 56 في المائة إلى 7.9 مليارات دولار.
بينما شهدت «شيفرون» تراجعاً بنسبة 48 في المائة إلى 6 مليارات دولار انخفاضاً من 11.62 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2022.
وانكمشت الأرباح في «شل» الأوروبية العملاقة و«توتال إنرجي» في الربع الثاني، بسبب انخفاض أسعار الغاز والنفط. وأعلنت «شل» عن أرباح معدلة بلغت 5.1 مليار دولار في الربع الثاني، بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى أرباح بقيمة 5.6 مليار دولار، وهو أقل من نصف الرقم القياسي البالغ 11.5 مليار دولار الذي حققته العام الماضي في ذروة أزمة الطاقة، وتماشياً مع 5.5 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2021.
في حين قالت «توتال» إن صافي الدخل المعدل انخفض إلى 5 مليارات دولار، بانخفاض 49 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضحت «توتال» أن أسعار الغاز الطبيعي المسال، على سبيل المثال، بلغت متوسط 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الربع الثاني؛ بانخفاض من متوسط أكثر من 50 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أغسطس (آب) من العام الماضي.