الأسواق غارقة في «الغموض الصيني»

تراجعت الأسهم الأوروبية من أعلى مستوياتها في 3 أشهر أمس (الاثنين)، مدفوعة بانخفاضات في أسهم الطاقة والتجزئة والتعدين، بعد أن تسببت الاحتجاجات الواسعة في الصين على القيود الصارمة لمكافحة «كوفيد- 19»، في إطلاق موجة بيع في الأسواق العالمية.

وتراجع المؤشر «ستوكس 600» لأسهم الشركات الأوروبية 0.5 في المائة بحلول الساعة 08:02 (بتوقيت غرينتش) بعد الانخفاضات الحادة في الأسهم الآسيوية. وسجلت الصين ارتفاعاً قياسياً آخر في عدد الإصابات بـ«كوفيد- 19» يوم (الاثنين) بعد احتجاجات في مطلع الأسبوع، مما أثار مخاوف بشأن جدوى السياسة التي تطبقها الصين والتي تُعرف باستراتيجية «صفر كورونا» وتأثيرها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وتراجعت أسهم شركات النفط الأوروبية 2.0 في المائة؛ إذ انخفضت أسعار خام «برنت» والخام الأميركي 3 في المائة تقريباً، في حين أثر تراجع أسعار المعادن على أسهم شركات المناجم التي انخفضت 1.1 في المائة. كما تراجعت القطاعات الأوروبية الأخرى المنكشفة على الصين، بما في ذلك شركات صناعة السيارات في التعاملات المبكرة.

وانخفض المؤشر «نيكي» الياباني للجلسة الثانية على التوالي. وأنهى المؤشر «نيكي» تعاملات أمس منخفضاً بنسبة 0.42 في المائة إلى 28162.83 نقطة. وكان قد أغلق على انخفاض 0.35 في المائة يوم الجمعة بعد أن سجل أعلى مستوى في شهرين في الجلسة السابقة. وهبط المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.68 في المائة. وتسارعت عمليات البيع في الأسهم اليابانية بعد أن افتتحت أسواق الأسهم الصينية وهونغ كونغ على انخفاض حاد. ومع ذلك ابتعد مؤشرا «نيكي» و«توبكس» في ختام تعاملات أمس عن أدنى مستوياتهما.

واجتاحت الصين موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في ظل حكم شي جينبينغ، وشمل ذلك اشتباكات مع الشرطة في شنغهاي، بعد أن شددت الحكومة من القيود المفروضة لاحتواء زيادة حالات الإصابة بفيروس «كورونا». وقال كينجي آبي، محلل الأسهم لدى «دايوا» للأوراق المالية: «هذه الأخبار سلبية بالتأكيد للأسهم اليابانية، وخاصة قطاع التكنولوجيا الذي يتعامل بشكل كبير مع الأسواق وسلاسل التوريد الصينية». وأضاف أن «التباطؤ في الاقتصاد الصيني سيكون له تأثير كبير على سوق الأسهم اليابانية». وتواجه أسهم شركات التكنولوجيا ضغوطاً بالفعل بعد تراجع سهم شركة «أبل» بشكل حاد يوم الجمعة في أعقاب تقرير بأن قيود «كوفيد» ستخفض الإنتاج في مصنع «آيفون» الرئيسي في الصين. كما تراجع مؤشر «فيلادلفيا» لقطاع أشباه الموصلات 1.26 في المائة يوم الجمعة.
ومن جانبها، تراجعت أسعار الذهب (الاثنين) بعد ارتفاع الدولار جراء الطلب على الملاذ الآمن الذي أثارته الاحتجاجات في عدة مدن صينية على القيود الصارمة لمكافحة فيروس «كورونا». وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 1748.84 دولار للأوقية (الأونصة) في الساعة 05:55 (بتوقيت غرينتش). وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المائة إلى 1749.60 دولار.

وارتفع مؤشر الدولار 0.4 في المائة، مما جعل السبائك المسعرة بالعملة الأميركية أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. وقال يب رونغ، محلل الأسواق في «آي جي»: «أسعار الذهب تتعقب تحركات الدولار الأميركي عن كثب، ويبدو أن الغموض المتزايد جراء الاضطرابات المتزايدة في الصين دعم الدولار هذا الصباح».

ووقعت اشتباكات بين مئات المتظاهرين والشرطة في شنغهاي مساء (الأحد) بعد اندلاع الاحتجاجات على القيود الصارمة التي تفرضها الصين لمكافحة فيروس «كورونا»، لليوم الثالث، وامتدت الاحتجاجات إلى عدة مدن في أعقاب حريق أسفر عن سقوط قتلى في أقصى غرب البلاد. وقال يب، إن الناس ربما يتحولون إلى الأصول منخفضة المخاطر نظراً إلى وضع «كوفيد» في الصين، لكن مكاسب الدولار تطغى حالياً على وضع الذهب كملاذ آمن.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 2.2 في المائة إلى 21.12 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين 0.5 في المائة إلى 975.88 دولار، وهبط البلاديوم 0.2 في المائة إلى 1848.38 دولار.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقة«المجلس العالمي» لاستثمار 10 مليارات دولار في السياحة السعودية
المقالة القادمةالنفط يتراجع لأدنى مستوياته خلال العام بفعل اضطرابات في الصين