ترافق اطلالة الموسم السياحي هذا العام جرعات كبيرة من التفاؤل نتيجة الاستقرار السياسي والامني الذي يشهده لبنان، ورفع حظر السفر عن السياح الخليجيين الذين شكلوا على الدوام عامل ازدهار للقطاع نظراً لمدة اقامتهم الطويلة وقدراتهم العالية على الإنفاق.
وفقاً لنقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر “يلحظ القطاع السياحي حالياً مؤشرين مهمين:
– اولاً : وجود كثيف للسياح الغربيين وذلك نتيجة للخطة التي وضعتها وزارة السياحة والقطاع الخاص حيث قامت بدعوة وكالات السفر الأجنبية للإطلاع بأم العين على المقومات السياحية المميزة التي يتمتع بها لبنان. الأمر الذي من شأنه رفع معدلات قدوم هؤلاء السياح موسمياً.
– ثانياً: رفع الحظر عن السياح الخليجيين وفي مقدمتهم السياح السعوديين الذين كانوا يشكلون العدد الاكبر من السياح الذين يزورون لبنان سنوياً ومن ثم السياح الكويتيين والبحرينيين والقطر…
نتائج سريعة ومباشرة
ولفت الاشقر الى ان “قرار رفع الحظر عن السياح السعوديين كان له نتائج سريعة ومباشرة، حيث تلاه على الفور قدوم لسياح سعوديين على الاراضي اللبنانية ولو بأعداد قليلة. واعتبر ان “السياح السعوديين الذين زاروا لبنان في غير المواسم الطبيعية (لا وجود لإجازات في بلدهم) يشكلون مؤشر جيد على الرغبة الخليجية في زيارة لبنان، ما يؤكد ان عدد السياح السعوديين الذي قارب الـ6 آلاف الموسم الماضي، قد يلامس الـ 12 الف سائح هذا العام”.
وكشف الاشقر ان “الهيئات الاقتصادية ساهمت برفع هذا الحظر، اذ قامت بزياة السعودية والامارات واجرت العديد من الاتصالات مع السفراء لاقناعهم بالغاء الحظر. كما زارت العام الماضي وزراء الخارجية والمالية والاقتصاد”.
واكد ان “لا تحضيرات او سياسات مطلوبة لإعادة استقبال السياح الخليجيين، فجميع الخدمات موجودة، ولا داعي لدراسة سياسات تتعلق بالاسعار اذ ان هؤلاء السياح لديهم قدرة كبيرة على الانفاق. ففي الماضي وعندما كان لبنان وجهة اساسية للسياح لم يكن هناك مكان فارغ في اغلى الفنادق والمطاعم والاماكن السياحية والمرافق التي لها علاقة بالقطاع السياحي”.
ايجابيات تطال كل القطاعات
ورأى الاشقر ان “الامر الاهم الذي يحمل ايجابيات للإقتصاد اللبناني والقطاع السياحي هو مدة اقامة هؤلاء السياح الطويلة، والتي تفوق مدة اقامة اي سائح آخر، وخلال هذه المدة سيحجزون الفنادق ويزورون المطاعم ويتنقلون يومياً في البلد وينفقون الاموال على الاستهلاك والتسوق”.
واشار الى “وجود عوامل اضافية بدأت تلوح في الافق وقد تحمل اثاراً ايجابية للقطاع السياحي اللبناني، كتحويل وجهة السياح الخليجيين الذين كانوا يذهبون الى تركيا الى لبنان في ظل الخلاف الحاصل “.
واكد ان “التحسن الذي سيشهده القطاع السياحي سينعكس بشكل كبير على كل القطاعات الاقتصادية، من فنادق ومطاعم ونقل وايجار سيارات واسواق تجارية”.