الإطارات المهترئة: تهديد للسلامة العامّة هذا الشتاء

اعتاد كُثُر، ولا سيّما في المناطق الجردية، صيانة إطارات سياراتهم أو استبدالها قبل فصل الشتاء وتكوّن طبقات الجليد، تجنّباً للانزلاق ووقوع حوادث سير، ولا سيّما أن حال الطرقات في لبنان في الساحل والجرد، تُقلّص من عمر الإطارات بسبب الحُفَر وتهالك الزفت.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، تضاعفت أسعار الإطارات المستورَدة لارتباطها بسعر الدولار، ما جعل المواطنين مربكين أمام الحاجة إلى تبديل إطاراتهم من جهة، وبطبيعة الحال، تراجع اهتمام سكان الجبال والساحل على حدّ سواء، عن صيانة إطارات سياراتهم أو تبديل الزيت أو غيره من الإجراءات التي تخصّ صيانة السيارة من جهة أخرى.

في عملية حسابية بسيطة، يُكلّف الإطار الواحد لسيارة عادية (غير مجهّزة، ونوعية إطار جيدة) نحو 50 دولاراً، أو ما يعادل تقريباً المليون ومئتَي ألف ليرة، وهذا السعر يتفاوت مع نوع السيارة وتاريخ صنعها. لذا، تعاني محالّ بيع الإطارات الجديدة والمستعملة من ركود في حركة العمل، بسبب عدم قدرة المواطنين على شراء الإطارات الجديدة، علماً أن هذه الفترة من السنة كانت في السابق، تشهد ذروة موسم العمل، خصوصاً مع بدء تساقط الأمطار في فصل الشتاء.

وبالحديث مع روني مرهج، أحد مالكي محالّ بيع الدواليب، تحدّث لـ«الأخبار» عن مدى تراجع البيع وركود العمل في السنتين الأخيرتين: «في هذه الفترة منذ ثلاثة أعوام، كانت حركة العمل ممتازة، ولكن مع غلاء أسعار الإطارات الجديدة وحتى المُستعملة، أصبح المواطن يفضّل عدم تبديل إطاراته، حتى ولو كانت مهترئة». وماذا عن سوق الإطارات المستعملة؟ بحسب مرهج، فإن «بيع الإطارات المستعملة رائج أكثر من الجديدة، لأن سعرها أقل، ويبلغ ما بين الـ20 و40 دولاراً، حسب نوع الإطار ونوع السيارة».

بالتالي، من المتوقّع ارتفاع حوادث السير مع بداية هطول الأمطار، في ظل عدم قدرة كثيرين على تبديل إطاراتهم. في السياق، يضيف مرهج: «من الخطر إهمال إطارات السيارات، إذ يؤدّي ذلك إلى حوادث انزلاق يمكن أن تودي بحياة السائق»، لافتاً إلى ضرورة التنبّه إلى نوعية الإطار في حال كان مستعملاً.

ووطأة المشكلة أشدّ بالنسبة إلى إطارات الشاحنات، التي يفوق سعرها بأضعاف أسعار إطارات السيارات. فإطار شاحنة متوسطة الحجم، يبلغ نحو 400 دولار، وهو سعر النوع الأقل جودة. أما سعر الإطار ذي الجودة العالية، فلا يقلّ عن 800 دولار.

في الإطار، يؤكّد لنا عبدو القصيفي أحد سائقي شاحنات المحروقات، المعاناة التي يعيشها جرّاء قيادته الشاحنة على طرقات غير صالحة وبإطارات غير جيدة: «في العادة، نبدّل إطارات الشاحنة كل سنتين، ولكن تبدَّل الوضع في السنتين الماضيتين، إذ إننا أصبحنا نتفادى تبديلها ونؤجّله قدر المستطاع للتوفير، لأن سعر بعض الإطارات، حسب نوعيتها، يصل إلى الـ1200 دولار. لذلك، قرّرنا عدم تبديلها، والقيادة عوضاً عن ذلك بحذر، خصوصاً أننا أمام فصل الشتاء الذي تكثر فيه حوادث السير»، وهو ما يُنذر بوقوع حوادث قاتلة.

مصدرجريدة الأخبار - ليا سعد
المادة السابقة«الطاقة» تصدر تسعيرة المولّدات الخاصة عن شهر تشرين الأول
المقالة القادمةبوشكيان: الجودة العالية في صناعة الألمنيوم المفتاح للتصدير