الإفطار بحدود الـ 600 ألف ليرة يومياً: عادات رمضان ستختفي؟!

يحلّ ​شهر رمضان​ هذا العام بشكل مختلف تماماً عن بقية السنوات التي مرّت على ​لبنان​، فالأزمة الاقتصادية وإرتفاع سعر صرف ​الدولار​ مقابل الليرة وتأثيره على إرتفاع ​الأسعار​، يضاف الى هذا كلّه جشع عصابات التجار وسعيهم الى جني الأرباح الخيالية، كلّ ذلك سيخفف من العادات والتقاليد التي كانت تزيّن شهر الصوم ومائدته الكريمة.

عادةً كانت تجتمع العائلة خلال الافطار حول مائدة تتزيّن اطباقها بدءاً من الفتوش والشوربة وصولا الى الحلويات والجلاّب، وكانت ربّة المنزل تسعى الى طهوِ مختلف الأًصناف ودعوة الأهل والأقارب، هذه العادات حكماً ستلغى بحكم الوضع الراهن خصوصاً وأن طبق الفتوش لأربعة أشخاص المحضّر في المنزل بات يكلّف حوالي 200 ألف ليرة، بحسب ما يؤكد الشيف عماد عراوي.

لتحضير الفتوش لاربعة أِشخاص نحتاج الى خسّ (سعر الكيلو يتراوح بين 15 و20 الف ليرة)، بندورة (كيلو بـ25 الف ليرة)، خيار (كيلو بـ30 الف ليرة)، بقلة (ربطة بين 7 و10 الاف ليرة)، نعنع (ربطة بين 7 و10 الاف ليرة)، زيت زيتون (التنكة بـ100 دولار تقريبا يعني أن الليتر بحوالي 250 الف ليرة)، الحامض (كيلو حوالي 15 الف ليرة)، فجل وغيره.

هنا يشرح الشيف عماد عراويأن “هذه الأسعار هي لما قبل حلول شهر رمضان، لأننا متى دخلنا فترة الصيام حكماً سترتفع الأسعار أكثر”، مضيفا: “لتحضير شوربة خضار أو عدس لأربعة أشخاص فإنها ستكلّف بحدود 50 أو 60 ألف ليرة”.

ولا يجب أن ننسى أن الأزمة العالمية نتيجة الحرب الروسية-الاوكرانية سترخي بظلالها على المنتجات المستوردة خصوصا الزيت والطحين وغيره. وهنا يلفت عراوي الى أن “القسم الأكبر من الزيت الذي يأتي الى لبنان هو زيت أوكراني ورُغم أن الأسعار إرتفعت إلا أنها سترتفع أكثر مع حلول الصوم لأن الطلب سيكون أكبر وبالتالي فإن التاجر سيستغل الوضع أكثر”.

يشير الشيف الى أنه “إّذا أردنا تحضير إفطار رمضاني يتضمّن “جاط” فتوش، شوربة، تمر، دجاج وأرز، وحلو (القطعة بـ15 الف ليرة) حكماً فإن الإفطار سيكلّف ما بين 600 الى 800 الف يومياً”.

إذاً، من المتوقع أن ترتفع الأسعار أكثر في رمضان في ظل رقابة غائبة أو شبه معدومة. وفي هذا الاطار يلفت رئيس جمعية المستهلك ​زهير برو​ عبر “النشرة” الى أن “المشكلة هي في السياسات الاقتصادية المتّبعة منذ زمن، وعدم وجود اقتصاد إنتاجي ولا بأي شكل من الاشكال، ومشددا على أننا “نقوم بجولات دائما، ولكن للأسف الدولة غائبة بشكل كامل والأسعار تختلف بين المتاجر”، واصفا الرقابة على الأسعار “بالكذبة”.

إذاً، يحل شهر رمضان حاملا معه كل الهموم والاوضاع الاقتصادية الصعبة، والأكيد أن هذا كلّه سيلغي العادات القديمة بصنع عدد كبير من المأكولات واجتماع العائلة حول المائدة يوميا من أجل الافطار!.

مصدرالنشرة - باسكال أبو نادر
المادة السابقةاوسكار يمين: أزمة المحروقات إلى الحل والكميات التي تحتاجها الاسواق متوافرة
المقالة القادمةمتى تنتهي معضلة الدواء” المقطوع” وهل يكون الحل دعم المحلي بدل المستورد؟