تحتل دولة الإمارات مكانة رائدة ومتقدمة في الاستثمار بصناعات التكنولوجيا الناشئة بهدف تعزيز الاستثمارات في قطاعات غير تقليدية ضمن تحول الدولة إلى الاقتصاد المعرفي بما يرسخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتقنيات المتقدمة.
وقال خبراء متخصصون لـ«البيان الاقتصادي»، إن الإمارات تتصدر قائمة دول المنطقة في الاستثمار بالتقنيات التكنولوجية لا سيما وأنها تضم أكبر عدد من شركات التكنولوجيا الناشئة بما يسهم في وضع أفضل المعايير وأعلى مستويات الشفافية في قطاع التكنولوجيا ويعزز نمو الشركات.
تكنولوجيا رقمية
وقال روهيت ناناني، مؤسس ومدير شركة آرو كابيتال دبي، إنه مع ابتعاد اقتصاديات المنطقة عن اعتمادها على الهيدروكربونات والاتجاه نحو مستقبل أكثر تركيزاً على التكنولوجيا الرقمية، يزداد الاهتمام بإنشاء مراكز تكنولوجية محلية بشكل ملموس.
وأضاف ناناني أن أبوظبي كشفت مؤخراً عن معهد الابتكار التكنولوجي الذي أطلقته حديثاً بهدف ترسيخ مكانة الإمارة خصوصاً والدولة عموماً كمركز عالمي للابتكار والتقنيات المتقدمة. وأوضح أن هذه التطورات الجديدة تمهد فيه الطريق أمام المزيد من الشركات التقنية الناشئة المحلية لتزدهر في بيئة داعمة، كما يساهم ذلك في زيادة الوعي بالقطاع بين كبار مقدمي رأس المال في المنطقة.
وبين أن نماذج الاستثمار التقليدية تركز بشكل كبير على فرص الاستثمار لدى كبرى الشركات التقنية ذات المكانة الراسخة، مما يحجب عن المستثمرين عدداً من الفرص الواعدة في قطاع التكنولوجيا والشركات سريعة النمو، كما يحدّ من قدرتهم على دخول دورة حياة الشركة في مرحلة مبكرّة تكون فيها القيمة أفضل واحتمالات تعزيزها أكبر.
موضحاً أن شركات التكنولوجيا ذات النمو المرتفع الذي يحقق فيه المستثمرون أعلى المكاسب باستثمارات أولية جذابة للغاية بالنسبة لهم.
رأسمال مغامر
من جانبه، قال أرجون سيثي، المؤسس المشارك والشريك في ترايب كابيتال، إن الشركات التقنية الناشئة، هي الأساس في قطاع التكنولوجيا، والتي يعزز نموها رأس المال المغامر، موضحاً أن فرص الاستثمار بها قد تكون غير مرئية للمستثمرين بوضوح على الرغم من كونها تضم إمكانات واعدة للغاية تجعلها مرشحة للنمو.
وأضاف أرجون أن شركات التقنية الناشئة تمثل فرصة هائلة للمستثمرين الخليجيين للقيام بدور حيوي لتمويل المراحل الأولى من حياة اسم جديد في عالم التكنولوجيا، حيث تنطوي تلك المشاركة المبكرة على إمكانية الحصول على مردود مالي أكبر بكثير.
وذكر أنه من الفرص التي تتيحها المراحل المبكرة من الاستثمار في الشركات التقنية، الشراكة مع أسواق راسخة للاستثمار التقني وأسواق رأس المال المغامر تحقق مكاسب كبيرة للمستثمرين في الشرق الأوسط.
ولفت إلى الدور الحيوي والمهم للشراكات العالمية على مستوى الحكومات والشركات والمستثمرين لاختصار المسافات الجغرافية، مضيفاً: “يمكننا بالفعل أن نشهد فوائد هذه الشراكات بالمنطقة، كما هو الحال في العلاقات الوثيقة بين دولة الإمارات وغيرها من الاقتصاديات الغنية بالتكنولوجيا من الصين وسنغافورة.
وذكر أن الأمر لا يقتصر على تدفق رؤوس الأموال وحسب، بل إنها خطوة ضرورية نحو المزيد من التنوع داخل المنطقة.