حقق الإنفاق عبر الإنترنت في الـ«بلاك فرايدي» بالولايات المتحدة نمواً بنسبة 7.5 في المائة على العام السابق، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 9.8 مليار دولار. ويأتي هذا النمو في الوقت الذي يواجه فيه المستهلكون ارتفاعاً في الأسعار، مما دفعهم إلى البحث عن أفضل الصفقات عبر الإنترنت.
وقال المحلل الرئيسي في «أدوبي ديجيتال إنسايتس»، فيفيك بانديا: «شهدنا خلال العام الماضي تغيراً في سلوك المستهلك، حيث أصبحوا أكثر استراتيجية في كيفية إنفاقهم للمال، إذ يحاولون حقاً الاستفادة من هذه الأيام الكبيرة، حتى يتمكنوا من تحقيق أقصى قدر من الخصومات»، بحسب شبكة «سي بي إن سي».
ويشير الارتفاع الكبير في الإنفاق إلى أن المستهلكين أصبحوا أكثر استعداداً للإنفاق في عام 2023 مما كانوا عليه في عام 2022، عندما كانت أسعار الغاز والغذاء مرتفعة بشكل مؤلم. وبحسب بانديا، فإن عمليات الشراء الاندفاعية ربما لعبت دوراً في نمو الـ«بلاك فرايدي»، حيث إن 5.3 مليار دولار من المبيعات عبر الإنترنت جاءت من التسوق عبر الهاتف الجوال. وأشار إلى أن المؤثرين والإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، سهلا على المستهلكين الحصول على إنفاق مريح من على أجهزتهم الجوالة.
ومع ذلك، لا يزال المستهلكون حساسين للأسعار، حيث يواصلون إدارة ميزانياتهم بعناية في ظل التضخم القياسي وارتفاع أسعار الفائدة في العام الماضي، وفقاً لاستطلاع «أدوبي». وقد جاءت 79 مليون دولار من المبيعات من المستهلكين الذين استخدموا خيارات الدفع المرنة «اشترِ الآن، ادفع لاحقاً» لتوسيع محافظهم، بزيادة قدرها 47 في المائة على العام الماضي.
ووجد تقرير «أدوبي أناليتيكس» أن الفئات الأكثر مبيعاً في الـ«بلاك فرايدي» كانت الإلكترونيات، مثل الساعات الذكية وأجهزة التلفزيون، وألعاب الفيديو. وفي الوقت نفسه، كان أداء أدوات الإصلاح المنزلي ضعيفاً. وقال بانديا: «إن كبار البائعين يرتبطون بشكل مباشر بالمنتجات التي تتمتع بأفضل الخصومات». وتجمع «أدوبي» بياناتها من خلال تحليل تريليون زيارة لمواقع البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة، و18 فئة منتجات، و100 مليون عنصر فريد، في حين لا تتتبع معاملات التجزئة الفعلية.
ووجد تحليل «ماستركارد» لمبيعات الـ«بلاك فرايدي» لهذا العام أن المبيعات داخل المتاجر ارتفعت بنسبة تزيد قليلاً على 1 في المائة مقابل المبيعات عبر الإنترنت، التي نمت بأكثر من 8 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
وقال بانديا: «أعتقد أن النموذج قد تغير فيما يتعلق بتجربة الـ(بلاك فرايدي) داخل المتجر، حيث أصبحت الطوابير الطويلة وأشياء من هذا القبيل أقل شيوعاً». وأضاف أن المستهلكين «يوجدون أكثر في مقعد السائق» عندما يتسوقون عبر الإنترنت، لأنه يمكنهم بسهولة إجراء مقارنات الأسعار جنباً إلى جنب وتأمين سعر أفضل.
ويدرك تجار التجزئة أن المستهلكين أصبحوا أكثر استعداداً للإنفاق في عام 2023، ويرغبون في جذب أكبر عدد ممكن من هؤلاء المستهلكين. لذلك، أعلنت شركات مثل «بست باي» و«لوي» عن مستويات خصم أعلى من المعتاد. كما طرح تجار التجزئة الآخرون؛ مثل «تارغت» و«أولتا بيوتي» عروضاً ترويجية تقدم خصومات على مدار 24 ساعة على علامات تجارية وعناصر معينة.
وحافظت الـ«بلاك فرايدي» على الزخم الذي بدأ في اليوم السابق لعيد الشكر، حيث بلغ إجمالي المبيعات عبر الإنترنت 5.6 مليار دولار، وفقاً لتحليل سابق لشركة «أدوبي». ويتوقع التقرير أن تستمر قوة الإنفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع توقع إنفاق المتسوقين عبر الإنترنت ما يقرب من 10 مليارات دولار على مدار يومي السبت والأحد، و12 مليار دولار في يوم الاثنين التالي، المعروف باسم «اثنين الإنترنت».
ومع ذلك، من المرجح أن يبدأ الإنفاق في الانخفاض بشكل أعمق بموسم العطلات، وفقاً لبانديا. ويمكن أن يكون يوم «اثنين الإنترنت»، بوصفه آخر يوم للصفقات الرئيسية في موسم العطلات، هو الارتفاع الأخير في الإنفاق على السلع غير الأساسية لبقية العام. وقال بانديا: «نتوقع أن يضعف النمو لأن تلك الخصومات ستضعف، وهي تملي الكثير فيما يتعلق بسلوك المشتري هذا الموسم». وأشار إلى أن هناك دائماً مقدمي هدايا يماطلون في التسوق أثناء العطلة حتى يستمر الإنفاق في التدفق في أواخر ديسمبر (كانون الأول). لكنه قال إن زيادات النمو الحقيقية «ستنتهي في نوفمبر (تشرين الثاني) وأسبوع عيد الشكر».