الارقام الحقيقيّة لصادرات لبنان الى الخليج: فتات دولارات بدل فتح الأسواق…

فتح تصريح الاعلامي جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرا للاعلام في حكومة نجيب ميقاتي عن حرب اليمن باب الخلاف واسعاً بين لبنان والسعودية، التي بدأت تصعيدها أواخر الاسبوع الماضي… بقية القصة عند هذا الحدّ الى أن أشار وزير الخارجية السعودي الى أنّ الازمة أبعد من ذلك بل هي تتوقف على هيمنة حزب الله على الحكومة والبلد!.

التصعيد السعودي وصل الى حدّ الحديث عن قطع العلاقات بين البلدين وصولاً الى توقيف الصادرات والوردات بين البلدين، وقد آثر البعض التضخيم لدرجة اللعب على نفوس اللبنانيين وتأثير معنى توقّف الصادرات اللبنانية الى المملكة ووضع قيود على التحويلات…

لِنَغُصْ قليلاً في الارقام بحثاً عن حقيقة الصادرات والواردات بين لبنان والسعودية ودول الخليج العربي، وهنا يشير نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش لـ”النشرة” الى أن “الصادرات من لبنان الى الخليج في العام 2020 وصلت الى حدود مليار و200 مليون دولار، وحصّة السعودية من هذا المبلغ هو 240 مليون دولار”، لافتاً الى أن “كنا نسعى لرفع قيمة صادراتنا الى المملكة لتصل الى حدود 600 مليون دولار، لكن قصّة تهريب الكبتاغون بفاكهة الرمّان اليها في أيار الماضي أوقفت كلّ شيء”، مضيفاً: “في العام 2021 بلغت قيمة صادراتنا الى السعودية 62 مليون دولارا”، مؤكّدا في نفس الوقت أن “الواردات من الخليج والسعودية الى لبنان توازي نفس القيمة”.

في المقابل للصادرات الزراعيّة قصّة أخرى، حيث تلفت مصادر مطّلعة الى أن “لبنان يصدّر الى الخليج البرتقال والليمون والبطاطا والعنب والتفاح والمشمش والدراق والخوخ وجحمها على بعضها 300 ألف طن تصل الى ما يعادل 300 مليون دولار”، مضيفة: “موضوع التصدير الى السعودية شيء مختلف تماماً لأنها ومنذ حصول أزمة “كبتاغون الرمّان” أقفلت المملكة حدودها بالكامل في وجه الصادرات اللبنانية ومنعت البضائع اللبنانية من أن تمر “ترانزيت” عبر أراضيها”، متسائلة “يهوّلون علينا بوقف الصادرات والواردات الى السعودية والعكس، ألا يدركون أنها متوقفة أصلاً”؟!.

“التصدير الزراعي الى دول الخليج إستمرّ”. هذا ما تؤكده المصادر، لافتة الى أن “ذلك كان يحصل عبر البحر كون الحدود مقفلة، وما كنا نصدره الى السعودية أخذ طريقه الى مصر والعراق”. في المقابل يعود زياد بكداش ليشدّد على أننا “أساساً نبحث عن أسواق جديدة، ولكن في هذه الظروف الموضوع صعب لعدّة أسباب، منها الأوضاع الاقتصادية والإقفال في العالم نتيجة إنتشار وباء كورونا وغيره”.

في حين أن للمصادر رأيها في موضوع السعي عن أسواق جديدة. إذ تشير الى أنه “وقبل خمسين عاماً لم تكن الاسواق الخليجيّة موجودة، واللبناني هو أول من أوجدها وأوصل المنتجات الطازجة المبرّدة اليها، وأسّس الاسواق الخليجية هناك”، مضيفا: “يهدّدوننا ويتهمّوننا بما نحن صنعناه فهل هذا يعقل”؟!.

ولو أنّ الأسواق السعوديّة مقفلة في وجه الصادرات اللبنانية، ولكن لبنان بحاجة الى أن يبقى على أفضل العلاقات مع كل الدول وخصوصا العربيّة منها ولا سيّما السعويّة، وطبعاً إنفتاحه على هذه البلدان ينعش اقتصاده ويساعده، ولكن… ألم يحن الوقت أن ينفتح اللبناني على كل دول العالم فتغزو منتجاته أنحاء العالم؟ لا سيّما أن ما يصدّره الى دول الخليج كان باستطاعة وزراء الزراعة والاقتصاد خلال العقود الثلاثة الماضية أن يعملوا على فتح الأسواق الى أوروبا على سبيل المثال، وخصوصا أن حجم الصادرات اللبنانية الى دول الخليج تكاد لا تكفي دولة أو اثنين من دول أوروبا، في حال لو أراد الوزراء في أيّ حكومة العمل فعليا بدل التلهّي بالنكد السياسي، عندها لكان التصدير الى أوروبا بأضعاف مضاعفة وبالعملات الصعبة بدل انتظار فتات الدولارات!.

مصدرالنشرة - باسكال أبو نادر
المادة السابقةتراجع الاستهلاك ساهم في تهدئة الدولار
المقالة القادمةحمية: نتواصل مع البنك الدولي لحل مشكلة النقل لتمويل مشروع النقل المشترك بكل لبنان