الاستهلاك المرتفع للحوم يهدد الإمدادات الغذائية العالمية

ستواجه حكومات العالم معضلة أخرى تنضاف إلى مخلفات الوباء والحرب في أوكرانيا إن لم تبادر سريعا بتغيير الأساليب التي يتم بها إنتاج الغذاء.

وحذرت دراسة حديثة أجرتها شركة الاستشارات الإدارية برايس ووترهاوس كوبرز، ومقرها لندن، من أن الطريقة الحالية لإنتاج الغذاء، وخاصة الاستهلاك المرتفع للحوم، ستهدد إمدادات الغذاء العالمية في المستقبل.

ولطالما أكد البنك الدولي أن 35 في المئة من الخسائر تحدث أثناء عملية الاستهلاك، في حين يقع 24 في المئة من الهدر أثناء الإنتاج، وتتبدد نسبة مماثلة أثناء عمليات المناولة والتخزين.

ولكن الظروف الراهنة تؤشّر على أن البلدان، وخاصة الفقيرة، ستتعرض إلى أزمات أقسى، في ظل استمرار مشكلة الجفاف وارتباك سلاسل التوريد وتقلص الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.

ووفقا للدراسة التي جاءت بعنوان “الثورة الغذائية المستدامة القادمة”، فإن صناعة الأغذية مسؤولة الآن عن ثلثي الاستهلاك العالمي للمياه العذبة، وثلاثة أرباع تلوث المياه بالمغذيات وربع جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وكتب الخبراء أنه نتيجة الزيادة المتواصلة في عدد سكان العالم صارت هناك حاجة ماسة إلى تغيير مسار إنتاج الغذاء، لأن النظام الحالي ليس مرنا.

وأشار الخبراء إلى أن حرب أوكرانيا وحدها كانت كافية بالفعل لإحداث زيادة كبيرة في أسعار الغذاء العالمية.

وبحسب الدراسة، فإن الزيادة الحادة في الاستهلاك العالمي للحوم على مدى العقود القليلة الماضية تلعب دورا رئيسيا في تهديد الأمن الغذائي.

ويُجرى استخدام حوالي 80 في المئة من الأراضي الزراعية حاليا بشكل مباشر أو غير مباشر لإنتاج اللحوم. ومع ذلك فإن هذا الإنتاج يغطي 11 في المئة فقط من الاستهلاك العالمي للغذاء.

وبناء على ذلك يرى خبراء برايس ووترهاوس كوبرز ضرورة تغيير عادات الأكل من أجل الاستمرار في ضمان إطعام سكان العالم في المستقبل.

ولا يقف الأمر عند ذلك الحد، بل حتى استهلاك الدجاج بدلا من لحوم الأبقار يمكن أن يخفض انبعاثات الكربون في إنتاج اللحوم إلى النصف ويقلل من استهلاك المياه بنحو 30 في المئة.

وأوضحت الدراسة أن التأثير الأكبر يمكن إحداثه عند التحول إلى نظام غذائي نباتي أو خضري.

وفي الوقت نفسه تبرز ضرورة أن تكون سلاسل الحصاد والتوريد أكثر كفاءة للتقليل من فساد السلع خلال نقلها إلى المستهلك.

ولا يزال يتعين التخلص من حوالي ثلث جميع المواد الغذائية نتيجة التأخيرات الحاصلة في التوصيل وعدم الكفاءة في الحصاد أو مشكلات في الخدمات اللوجستية أو البيع بالتجزئة.

وأوضحت الدراسة أنه يمكن للتكنولوجيا الرقمية إدخال تحسينات هنا، على سبيل المثال من خلال تحسين الري والتسميد وتتبع البضائع بدقة عند التسليم.

ويقول الخبراء والمختصون في قطاع الغذاء إن كل هذا يمكن أن يساهم بشكل كبير في تلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة بطريقة مستدامة دون زيادات كبيرة في الأسعار.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةمنتدى دبي للمستقبل ينطلق اليوم ببحث ملامح التغيرات المقبلة
المقالة القادمةسرور: هناك عمليات تهريب كبيرة للقمح والطحين التي تحتكرها الكارتيلات والتجار