الاسواق التجارية: تراجع جديد في نسبة المبيعات باستثناء المواد الغذائية

فيما يتجه اللبنانيون لتخزين المواد الغذائية والأدوية وربما المحروقات تحسباً لانفطاعها إثر أحداث غزة والجنوب اللبناني والخوف من توسع هذه الأحداث ووقوع حرب، تشهد الأسواق التجارية تراجعاً ملحوظاً في نسبة المبيعات سيما لناحية الكماليات والألبسة وما يمكن الاستغناء عنه في الوقت الحالي و الاكتفاء بالسلع الأساسية.

الديار جالت على عدد من الأسواق التجارية وكان واضحاً الحركة الخجولة فيها بعدما انتعشت هذه الأسواق خلال موسم الصيف الذي كان جرعة أوكسجين للقطاع السياحي كما للأسواق.

جونية

أكد رئيس جمعية تجار جونية سامي العيراني في حديث للديار على أن أي خضة أمنية تحصل توتر الجو العام في البلد وتدفع بحركة الاسواق الى الجمود، فكيف اذا كان الحدث الجلل يتمثل في الحرب الدائرة اليوم بين اهل فلسطين المحتلة والكيان الغاصب ؟ معتبراً أنها حرب ضروس لا سابقة لها في التاريخ الحديث منذ النكبة الكبرى ، حيث تنعكس بشكل خطر ومباشر على لبنان وقطاعاته الإنتاجية ومجتمعه الأهلي من خلال التراشق الخطر الذي يحصل في الجنوب اللبناني .

وتخوف العيراني من أن تتفلت الامور نحو الأسوأ ويبلغ لهيبها الساحة اللبنانية بأكملها المنهكة اصلاً ، بالازمات التي ما زالت تضغط منذ سنوات .

وإذ اعتبر العيراني إن ما تتناقله وسائل الاعلام من مآس وتدمير للبشر والحجر ، يدفع الناس الى الخوف والهلع وترقب الأسوأ إذ يمتنعون عن التسوق إلا للضروريات القصوى رأى أنه من الطبيعي أن تسجل الاسواق تراجعاً كبيراً بنسبة مبيعات متدنية جداً ومقلقة تجاوزت  الستين في المئة تقريبا، بعد انتعاش ملحوظ تحقق خلال الموسم السياحي لافتاً إلى أن هذه الاسواق كانت تشهد اصلاً تراجعاً وتخبطاً نتيجة الاوضاع الاقتصادية والسياسية السيئة .

ورداً على سؤال حول الخسائر التي تتكبدها المحال التجارية نتيجة الأحداث الأمنية قال العيراني الخسائر التي ما زال القطاع التجاري يتكبدها من جراء ما يحصل ، وهو الذي يستأثر بحوالى ٧٠ في المائة من الناتج المحلي ، تفوق قدرته على تحملها سيما أن غالبية أصحاب المحال التجارية قد استنفدوا مدخراتهم ، بالتحضير لمواسم الاعياد وتخزين البضائع الخاصة بها وتسديد الفواتير التشغيلية التي اصبحت باهظة ومرهقة ، متخوفاً اذا لا سمح الله استمرت الاحداث في تصاعد فان القطاع سيشهد افلاس الكثيرين من التجار واغلاق متزايد للمحال التجارية .

و إذ طالب العيراني بتحييد البلد عن الصراعات الدائرة في المنطقة قال نهيب بأهل السياسة وأصحاب الشأن بالحكمة التي لديهم أن يرجعوا الى ضمائرهم ويجدوا السبل الآيلة الى عدم توريط البلد والناس بمخاطر ليس لهم القدرة على مواجهتها .

وفي ما يتعلق بموازنة ٢٠٢٤ السيئة السمعة المدمرة للاقتصاد وفق العيراني والتي انهت اللجان دراسة بنودها وهي بانتظار اقرارها ، كما والهيئات الاقتصادية التي اخذت على عاتقها تقديم اقتراحات تعديل الفقرات المضرة بعمل القطاعات ومنها القطاع التجاري ، وهي مشكورة على ذلك ، للضرائب الخيالية الواردة فيها ، خاصة الضرائب المتعلقة بتعويض نهاية الخدمة واعتماد الدولرة أساساً لاحتسابها كما ورفع الضريبة على القيمة المضافة والرسوم المالية والبلدية التي ستزداد عشرات الاضعاف ، والرسوم الجمركية الاضافية التي تعتبر حمائية للقطاع الصناعي ، كل هذا يقول عيراني بدون ان تتضمن عوامل إنمائية ، أو حلول ومخارج حقيقية من الأزمة معتبراً أنها موازنة ريعية مئة في المئة كما لو أن البلد في انتظام تام لاداراته ومؤسساته وناسه بالف خير ، بينما البلد فلتان على الآخر) ومشرّع للخارجين عن القانون ومعابر التهريب التي تزدهر يوماً بعد يوم بحيث تستأثر بنسبة تفوق الاربعين في المئة من حركة الدورة الاقتصادية .

وختم العيراني بالقول : كأن المقصود تشجيع المتفلتين من القانون ومعاقبة واخضاع الملتزمين به . لذا نحذر من إقرار هذه الموازنة بشوائبها التي تؤدي الى المزيد من الانهيار .

الأشرفية

بدوره رئيس جمعية تجار الأشرفية طوني عيد أشار في حديثه للديار إلى أن الحركة انخفضت بشكل واضح منذ بدء الحرب في غزة و كلما زادت المشاكل على الحدود يزداد خوف المواطنين وبالتالي تنخفض الحركة أكثر.

وقال حتى الآن ليس لدينا إحصاء واضح لنسبة التراجع لكن من خلال العين المجردة يظهر تراجع واضح في نسبة المبيعات تصل بتقديري ما بين ٢٥ و ٣٠% كمعدل مشيراً إلى أن نسبة التراجع بالكماليات أكثر بكثير.

ورداً على سؤال حول الخسائر قال نحن حالياً في ما يسمى ( موسماً ميتاً) لا تأثير بشكل كبير في حجم الخسائر المادية متمنياً أن تهدأ الأمور قبل بدء التحضير لموسم الأعياد في الشهر المقبل والذي نعول عليه .

وقال نحن نعاني منذ فترة كقطاع تجاري منذ العام ٢٠١٧ ثم ثورة ١٧ تشرين في العام ٢٠١٩ ثم أزمة كورونا والأزمة الاقتصادية والمالية وانفجار مرفأ بيروت وكل ذلك ترافق مع غياب ملفت للدولة اللبنانية .

أما رئيس جمعية تجار بربور رشيد كبي فتحدث للديار عن تراجع الحركة التجارية في سوق بربور بشكل كبير بسبب الأخبار السيئة التي نسمعها على وسائل الإعلام بالنسبة للوضع في غزة وجنوب لبنان.

وقال تراجعت المبيعات والتسوق انخفض بشكل كبير والمتاجر أضحت شبه خالية مشيراً إلى أن الأخبار السيئة التي نسمعها عبر الإعلام انعكست سلباً على القطاع التجاري وعلى التبضع من المحلات التجارية  ومن “المولات” .

وإذ رأى أنه من الطبيعي أن تنخفض نسبة المبيعات تمنى أن تهدأ الأوضاع قبل بدء موسم الأعياد الذي نعوّل عليه كثيراً .

 

مصدرالديار - أميمة شمس الدين
المادة السابقةخطط الأمن الغذائي… ثغرات تثير القلق
المقالة القادمةوزير الصحة يدحض المخاوف.. ويطمئن