البحرية الأميركية في المتوسط للإمساك بورقة الغاز والنفط ومفاوضات سرية بين شركة توتال ومجموعة قطرية

فيما الانظار متجهة الى الجبهة الجنوبية البرية، وكيفية تعامل حزب الله مع التطورات في غزة، خصوصا في حال انطلاق عملية تدمير حماس، بعدما اوشكت عمليات “التحمية” على الانتهاء، جاءت التطورات بحرا مع التسريبات عن بدء حفار توتال استعداداته لمغادرة البلوك رقم 9، وسط التساؤلات عن التوقيت وردة الفعل اللبنانية.

مصادر متابعة اشارت المصادر الى ان الشكوك بدات مع اطلاق اسرائيل “نغمة” عدم وضوح الاتفاق الذي حصل حول تقاسم الاموال في الحقول المشتركة وآليات التسديد، متخوفة من ان يكون التعويض على الهزيمة العسكرية لتل ابيب التي اصابتها على يد حماس عنوانه اقتصادي ويتمثل في اخراج لبنان من المنافسة في الحقول على طول خط الترسيم البحري الجنوبي،وهو امر بات محتملا بنسبة كبيرة وسط حركة الاتصالات الدبلوماسية الجارية في اطار مساعي التهدئة، والبحث عن جوائز ترضية.

واعتبرت اننا على ما يبدو امام تكرار لسيناريو ما حصل في البلوك رقم 4، والذي سقوطه سيكون اكبر نتيجة افراط المسؤولين اللبنانيين بالتفاؤل، و”حاطين الموضوع بجيتهم”، رافضين النصائح الدولية بان هذه المسالة ترتبط بحسابات دولية وبامن الطاقة والصراع على الامساك بمواردها، وان اي قرار في هذا الخصوص هو سياسي قبل كل شيئ، فكل المؤشرات تدل على ان لبنان لن يكون قادرا على استغلال هذه المنطقة، او الاستثمار فيها.

وتتابع المصادر ان المجموعة البحرية الاميركية التي وصلت الى البحر المتوسط، بحجة دعم ومؤازرة تل ابيب بعد “طوفان الاقصى” وتمركزت على بعد كليومترات معدودة من البلوك 9 اللبناني وحقل كاريش الاسرائيلي، مهمتها الاساسية الامساك بورقة الغاز والنفط في تلك المنطقة.

وكشفت المصادر عن وجود مفاوضات سرية بين شركة توتال ومجموعة قطرية لشراء حصص الشركة الفرنسية في الكونسورتيوم اللبناني، بعدما ادركت باريس ان لعبتها ودورها قد انتهيا، وان استمرارها في سياستها لن يؤدي الى اي نتيجة، بل سيراكم خسائرها.

وتوقفت المصادر عند “لغز” اطلاق لبنان لجولة التلزيمات الجديدة في البلوكات رقم 8 و10، وسبب رغم الاشكاليات التي ستنتج عن صدور نتائج التنقيب في البلوك رقم 9، والتي كانت تبلغتها جهات لبنانية منذ اسابيع، عشية طلب الحفارة “ترانس اوريانت” الانتقال الى موقع تنقيب آخر، بحجة صلابة الارض وتعذر الحفر، برفقة خافرات لبنانية وهو ما حصل فعلا بموافقة السلطات اللبنانية التي واكبت العملية.

واشارت المصادر الى ان ما حصل في حال صح سيشكل ضربة قوية لابرز انجاز لعهد رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون وتياره السياسي في تحويل لبنان الى دولة نفطية، وهو امر في ميزان السياسة الداخلية سيصب حتما في مصلحة رئيس تيار المردة في المعركة الرئاسية وسيحشر “صهر الرابية”.

وختمت المصادر بان المطلوب اليوم في اطار الصراع الاميركي-الروسي القائم في المنطقة الى فتح ملف ترسيم الحدود البحرية مع سوريا شمالا، لبدء التنقيب في تلك المنطقة التي تعتبر الخزان الاكبر في الشرق الاوسط، وهو امر سيخلق بطبيعة الحال مشكلا كبيرا وتوترا على خط بيروت – دمشق يضاف الى الملفات العالقة بين الجانبين.

 

مصدرالديار - ميشال نصر
المادة السابقة“تسريبات” بلا إجابات علمية: لا غاز بحقل قانا؟!
المقالة القادمةالاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد مستمرة