البطالة إلى ما بعد الـ37%

كان معدل البطالة في لبنان بحسب إدارة الإحصاء المركزي يبلغ 11.3%. أما اليوم فبحسب التقديرات التي تروّج لها منظمة العمل الدولية ووزارة العمل اللبنانية، وهي تستند إلى الأرقام السابقة للإحصاء المركزي، فهو يُقدر بنحو 36.9% وسيبقى مرتفعاً لسنوات طويلة

تقديرات منظمة العمل الدولية بالتعاون مع وزارة العمل اللبنانية تشير إلى أن معدلات البطالة ارتفعت من 11.3% في عام 2018 إلى 18.5% في عام 2019، ثم قفزت إلى 36.9% في عام 2020، وستبلغ 41.4% في عام 2021.

قبل ذلك، كانت سمات البطالة في لبنان، بحسب آخر تقارير إدارة الإحصاء المركزي، على النحو الآتي:
– هناك قوى عاملة عددها 1,794,000، منها 1,590,400 يعملون من بينهم 55% يعملون بشكل غير نظامي، مقابل 45% يعملون بشكل نظامي.
– بطالة الشباب هي الأعلى. كانت تبلغ في عام 2018 نحو 23.3%، لكنها ترتفع عند فئة الشباب الذين يحملون شهادات جامعية إلى 35.7%.
– تتركّز البطالة بشكل أساسي في مناطق عكار والجنوب والبقاع الأوسط وعاليه.
– غالبية القوى العاملة تعمل في وظائف متدنية القيمة.
– هناك قسم كبير من القوى العاملة يعمل من دون أي نوع من أنواع الحماية الاجتماعية.
– نسبة عالية من بطالة النساء.

حتى الآن، هناك معلومات عن أن القطاع المصرفي يعتزم صرف أكثر من 6 آلاف موظّف. فضلاً عن مئات العمال الذين صُرفوا في السنة الماضية. فإحصاءات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي منذ مطلع 2020 ولغاية شباط 2021، تشير إلى أن صافي عدد الخارجين من سوق العمل بلغ 40 ألفاً. ويتعزّز هذا الرقم بإحصاءات الاستخدام والترك التي تشير إلى أن نسبة ترك العمل إلى الاستخدام (الاستخدام النظامي المصرّح عنه للضمان الاجتماعي) قفزت من 100% في عام 2019، إلى 191% في عام 2020. وهذا الرقم مرشح للارتفاع أكثر نظراً إلى إقفال المؤسسات (الإقفال كان سببه جائحة كورونا)، وتكدّس طلبات الصرف من العمل في صندوق الضمان.

وإذا أخذنا في الاعتبار أن هناك عدداً كبيراً من القوى العاملة سيهاجر إلى خارج لبنان، فإن زيادة البطالة إلى هذه المعدلات، تدلّ على حجم الكارثة الاجتماعية التي ستصيب المجتمع اللبناني.

مصدرجريدة الأخبار - محمد وهبة
المادة السابقةسلطنة عُمان لإنتاج أول حافلة محلية الصنع
المقالة القادمةمواصفات هاتف 5G الأحدث من Oppo