أكّدت البنوك السعودية أن القطاع المصرفي السعودي تمكّن من الخروج من عنق الزجاجة واستطاع تجاوز حالة الركود التي فرضتها تبعات جائحة «كوفيد – 19» على المشهد الاقتصادي في المملكة أسوةً باقتصادات العالم أجمع.
ولفت مصرف سعودي عملاق إلى أن ذلك يرجع إلى حصافة الإجراءات التي تبنّتها المملكة للتعامل مع الجائحة من ناحية وما رافقها من مبادرات نوعية وتحديداً على صعيد القطاع المالي، إلى جانب قوة ومتانة المؤسسات المصرفية السعودية، وتفاعلها الإيجابي مع تلك المبادرات والتي هدفت في مجملها إلى الحفاظ على استدامة إنتاجية المؤسسات والمنشآت الوطنية.
جاء ذلك خلال الجلسة الثامنة من الجلسات الحوارية لمبادرة «ديوانية البنوك السعودية» التي نظّمتها لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في محافظة جدة، بحضور الرئيس التنفيذي لبنك الرياض طارق السدحان، وأمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية طلعت بن زكي حافظ. وأكد السدحان نظرته التفاؤلية حيال تمكّن البنوك من استعادة عافية أدائها المعهود مع مطلع العام المقبل، سيما في ظل توجه الحكومة إلى المضي قدماً في تنفيذ مشاريع وتعزيز الإنفاق.
وكانت المصارف السعودية قد سجلت تراجعاً في أرباحها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بنحو 28% على أساس سنوي، بضغط من ارتفاع المخصصات، وتراجع دخل العمولات، التي تأثرت بانخفاض أسعار الفائدة، حيث سجلت مكاسب صافية بنحو 25 مليار ريال (6.6 مليار دولار)، مقابل 34.7 مليار ريال (9.2 مليار دولار) للفترة المماثلة من العام الماضي. وانخفضت أرباح المصارف السعودية في الربع الثالث بنحو 8.9%، مقابل الربع المماثل.
وشدد السدحان على أنه على الرغم من التحديات التي ألقت بها الجائحة خلال الفترة الماضية من العام الحالي، فإن البنوك واصلت دورها في خدمة متطلبات عملائها دون توقف، موظِّفةً في ذلك التقنية البنكية. وجدد تأكيد متانة القطاع المصرفي وسمعته المرموقة وإمكانياته العالية كواحد من أفضل القطاعات المصرفية على مستوى العالم.
وشهدت الجلسة طرح المشاركين سلسلة من القضايا حول نشاط البنوك السعودية، من بينها التسهيلات الائتمانية لدعم قطاع الشركات، وخطط وتوجهات البنوك الموجهة لدعم رواد الأعمال، سيما في مجال الخدمات الرقمية، والمبادرات المخصصة لدعم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، والإجراءات التي تبنّتها البنوك خلال الجائحة، فضلاً عن توجهات البنوك لتحفيز جهود تمكين المرأة وتوسيع حضورها ضمن المواقع القيادية في المؤسسات المصرفية، إضافة إلى ما دار خلال الجلسة من نقاش حول الاندماجات بين البنوك وأثرها على بيئة الصناعة المصرفية في المملكة.
وجرى خلال الجلسة إعادة تسليط الضوء على دور البنوك السعودية في مجال المسؤولية الاجتماعية، حيث شدد السدحان على أن التجربة العملية تثبت الدور الريادي الذي تضطلع به البنوك في مجال التزامها بمسؤولياتها المجتمعية والذي يعد جزءاً أصيلاً من استراتيجياتها، معتبراً أن التشكيك في هذا الدور يرجع إلى قصور إعلامي في إبراز مبادراتها ضمن هذا الجانب.