رجحت شركة إدارة الاستثمارات إنفيسكو أن تقوم معظم البنوك المركزية في المنطقة العربية زيادة حيازاتها من الذهب خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وذكرت إنفيسكو في إحصاء قامت به وأوردته بلومبيرغ الشرق الثلاثاء، أن 78 في المئة من البنوك المركزية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستهدف زيادة احتياطياتها من المعدن الأصفر لغاية حلول عام 2028.
وتشكل هذه النسبة أعلى في بقية مناطق العالم والتي تصل إلى حوالي 37 في المئة، من البنوك المركزية التي تنوي دعم احتياطي الذهب لديها. ورفعت 70 في المئة من البنوك المركزية في المنطقة، و35 في المئة منها حول العالم، مستوى احتياطيات المعدن النفيس لديها خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويأتي صدور التقرير مع ارتفاع أسعار الذهب الثلاثاء نتيجة استمرار انخفاض الدولار، بينما يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية هذا الأسبوع للحصول على صورة أوضح لخطط مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) بشأن خفض الفائدة.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة مسجلا 2407.50 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل سعرا قياسيا بلغ 2483.6 دولار الأسبوع الماضي. وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.6 في المئة إلى 2408.8 دولار.
ونسبت رويترز إلى هان تان كبير محللي السوق في مجموعة إكسينيتي قوله “من المفترض أن تظل أسعار الذهب في التعاملات الفورية مدعومة بالتوقعات المستمرة بتحول السياسة النقدية للاحتياطي الاتحادي في نهاية المطاف”. وأضاف “كما أن المزيد من الاضطراب السياسي في الولايات المتحدة قد يزيد من الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن”.
وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 20 في المئة تقريبا هذا العام، مدعومة بالمشتريات الكبيرة من البنوك المركزية، وشهية المستهلكين القوية في الصين، والطلب على أصول الملاذ الآمن في ظل التوترات الجيوسياسية. ويتوقع نحو عشرين بنكا مركزيا زيادة حيازات الذهب في العام المقبل، بدفع من المخاطر الجيوسياسية والمالية المتزايدة، وفقاً لتقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي.
واعتبرت 80 في المئة من البنوك المركزية في الشرق الأوسط و48 في المئة منها حول العالم، أن ارتفاع مستويات الديون الأميركية عزز من جاذبية الذهب، بحسب إنفيسكو.
ولايزال بعض المحللين يعتقدون أن عمليات الشراء ستُستأنف من قبل البنك المركزي الصيني، مع سعي ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى تنويع احتياطياته والتحكم بعملته ضمن النطاق المدار.
ودفع صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي 83 في المئة من صناديق الثروة والبنوك المركزية في الشرق الأوسط، و66 في المئة منها حول العالم، إلى إعادة تقييم إستراتيجياتها الحالية في التقنيات المتقدمة، واستكشاف تطبيقات جديدة لهذه التكنولوجيا، وفق إنفيسكو.
ولكن الشركة أشارت، في تقريرها الذي شمل 83 مستثمرا سياديا إلى جانب البنوك المركزية الـ57، إلى عائقين أساسيين أمام استخدام الذكاء الاصطناعي هما الافتقار إلى الخبرة وقابلية شرح النماذج.
ورأت مجموعة سيتي غروب في تقرير أصدرته قبل أيام أن الذكاء الاصطناعي سيحل على الأرجح محل وظائف أكثر في القطاع المصرفي مقارنةً بأي قطاع آخر، حيث يُتوقع أن تعيد التكنولوجيا تشكيل التمويل الاستهلاكي وجعل العمالة أكثر إنتاجية.
ويستخدم 80 في المئة من المستثمرين السياديين والبنوك المركزية في الشرق الأوسط هذه التقنية لمعالجة البيانات، و73 في المئة منهم يستخدمونها لإدارة المخاطر، و53 في المئة للتنبؤ، بحسب إنفيسكو.