مع الإعلان عن انخفاض جديد في إيرادات شركة أبل بلغ 1.4 في المئة للمرة الثالثة على التوالي، خلال الربع الثالث من سنتها المالية المتعثرة التي طُبعت خصوصاً بتباطؤ في مبيعات هواتف آيفون، يتساءل المحللون عن الخطة التالية للشركة العملاقة، خاصة مع تنامي المنافسة في سوق الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر؟
وقالت أبل في بيان إن صافي الدخل والإيرادات الفصلية بلغ 19.9 مليار دولار (بارتفاع بنسبة 2.3 في المئة) و81.8 مليار دولار على التوالي، في أداء فاق توقعات المحللين.
ويُعوّض هذا التباطؤ جزئياً من خلال نشاط الخدمات، الذي يتضمن متجر التطبيقات “آب ستور” App Store وخدمة البث التدفقي “أبل ميوزيك” وخدمات تخزين البيانات عن بُعد (الحوسبة السحابية).
وبات هذا الفرع في المجموعة الأميركية التي تتخذ مقراً في كوبرتينو (كاليفورنيا)، يشكّل أكثر من ربع (26 في المئة) حجم إيرادات الشركة، بعدما كان في الأصل يركّز بالكامل على أجهزة الكمبيوتر والإكسسوارات المتصلة بها.
ويعتبر هذا مؤشرا على الخطة التالية التي ستتبعها الشركة مستقبلا. وتؤكده أيضا تصريحات على لسان رئيس المجموعة تيم كوك، في البيان الذي أفاد بأن أبل صار لديها أكثر من مليار مشترك في خدماتها على منصتها، التي تتضمن خدمات أبل والتطبيقات التابعة لشركات أخرى، وذلك ارتفاعا من 975 مليون مشترك في الربع السابق من سنتها المالية.
وعلق المحلل في شركة “إنسايدر إنتليجنس” جيريمي غولدمان على النتائج، معتبراً أنها “توضح التحول الإستراتيجي نحو الخدمات التي أصبحت عنصراً أساسياً”، مشدداً على أن هذا النشاط كان “أكثر ربحية بشكل ملحوظ من المنتجات المادية التي بنت عليها المجموعة سمعتها”.
وأنفقت أبل 22.61 مليار دولار على البحث والتطوير منذ بداية السنة المالية الحالية، بزيادة حوالي 3.12 مليار دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال تيم كوك إن زيادة الإنفاق على البحث والتطوير مدفوعة بأمور منها العمل الذي تقوم به الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو نفس المجال الذي يقود الإنفاق في شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى أيضا.
وقال كوك “أجرينا أبحاثا على مجموعة واسعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي على مدى سنوات، ومنها الذكاء الاصطناعي التوليدي. سنواصل الاستثمار والابتكار وتطوير منتجاتنا باستخدام تلك التقنيات للمساهمة في إثراء حياة الناس”.
وعلى الرغم من تسجيل سوق الهواتف الذكية في الصين أضعف أداء لها في نحو عشر سنوات فقد تفوقت مبيعات أبل. وبحسب مؤسسة كاونتربوينت ريسيرش فقد تراجع إجمالي مبيعات الهواتف الذكية بالصين ثمانية في المئة خلال الربع الثاني من السنة إلى أدنى مستوياته منذ 2014.
لكن كوك صرح بأن مبيعات هاتف آيفون في الصين زادت “برقم في خانة العشرات”.
وقالت أبل إن مبيعات هواتف آيفون بلغت 39.67 مليار دولار، وهو ما جاء دون توقعات المحللين البالغة 39.91 مليار دولار بحسب بيانات رفينيتيف.
وقالت الشركة إن إيراداتها من شريحة الخدمات بلغت 21.21 مليار دولار، مقارنة مع تقديرات المحللين بأن تبلغ 20.76 مليار دولار بحسب بيانات رفينيتيف.
وبلغت إيرادات الشركة من الأجهزة القابلة للارتداء، ومن بينها ساعة أبل وسماعات إيربودز، 8.28 مليار دولار مقارنة مع تقديرات المحللين بأن تبلغ 8.39 مليار دولار بحسب بيانات رفينيتيف.
وسجلت مبيعات الشركة من أجهزة ماك وآيباد 6.84 مليار دولار و5.79 مليار دولار على الترتيب مقارنة مع تقديرات المحللين البالغة 6.62 مليار دولار و6.41 مليار دولار وفقا لبيانات رفينيتيف.