الترشيشي: التهريب مستمر ذهابا وايابا بين لبنان وسورية على عينك يا تاجر

الزراعة في لبنان لا تتأثر فقط بالظروف السياسية والأمنية والاقتصادية بل أيضاً هي من أكثر القطاعات تأثراً بالعوامل الطبيعية سيما الطقس الذي شهد هذا العام جفافاً وتصحراً لم يشهده من قبل، فشح الأمطار كان له انعكاس كبير على كمية وجودة المنتوجات الزراعية وكأنه لا يكفي هذا القطاع ما خسره من جراء الحرب على لبنان وإقفال المعابر البرية حتى تأتي الطببعة لتقضي على ما تبقى من أمل في نهوض القطاع الزراعي وتعويض خسائر المزارعين .

و لا شك أن الوضع المستجد في سورية بعد سقوط نظام الأسد انعكس على القطاع الزراعي وبالطبع إلغاء الحظر عن سورية سيكون له تأثير قوي على لبنان، إضافةً إلى انعكاس انتخاب رئبس الجمهورية اللبنانية العماد جززف عون والاستقرار السياسي المنتظر ومن بعده الاستقرار الاقتصادي.

في هذا الإطار يقول رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي في حديث للديار : ” ان الزراعة في لبنان تسير نحو التصحر ولاسيما ان المناخ يتغير والامطار شحيحة هذا العام ونحن في خسارة لغاية الان لاكثر من 75 في المئة من المتساقطات اي ان المعدل ناقص بنسبة 75 في المئة “واتحدث عن منطقة البقاع وهذه ظاهرة غريبة لم تحدث منذ زمن او في الماضي القريب”، مشيراً إلى أن خوف المزارع حاليا هو النقص الكبير في الثروة المائية.

الا انه اعتبر ان الكميات التي تساقطت في اليومين الماضيين ستؤدي الى اعادة انعاش هذا القطاع .

وتابع الترشيشي : “المعروف أن انحباس الامطار ينتج منه مشاكل اساسية لا يمكن التعويض عنها وهذا امر رباني وكأن المصائب التي تحل علينا لا تكفي. فبعد الحرب جاء انحباس الامطار الذي يؤدي الى مخاطر كبيرة”.

وبالنسبة للوضع في سورية أكد الترشيشي أنه كلما تحسن واصبح ايجابيا فانه ينعكس ايجابا على لبنان وخصوصا في مجال توقف تهريب البضائع والتهريب الذي يتم ذهابا وايابا مشيراً أن التهريب لجهة الذهاب الى سورية فهو يعد اكثر بكثير من الدخول إلى لبنان وبخاصة تهريب المازوت والترابة والغاز والبنزين والمواد الغذائية المختلفة وهو يتم ” على عينك يا تاجر”، وبكميات لا تعد ولا تحصى.

وأمل الترشيشي في هذا الاطار ان يلغى الحظر عن سورية لكي تحصل على الاكتفاء الذاتي واذا اضطرت الى شراء بعض المواد من لبنان فتأخذها ساعتئذ بطريقة شرعية وليس عن طريق التهريب فتصبح العلاقة بين دولة ودولة او بين بلد وبلد وليس عن طريق التهريب وبطرق غير شرعية اكان ذهابا او ايابا.

وأمل الترشيشي ان يكون هناك أفضل العلاقات مع الاخوان السوريين، متمنياً لبلدهم الخير والهناء والسلام الدائم وراحة البال والاطمئنان لانه عندما تكون سورية بخير فان لبنان يكون بخير.

ولهذا السبب يقول الترشيشي نحن مع رفع العقوبات عن سورية وان يحصل النظام على حقوقه كي يعيش كل فرد في سورية براحة بال ويستورد كل حاجياته بصورة طبيعية ونحن كلبنانيين سنصدر لهم البضائع ولا يعود هناك خوف من قانون قيصر او غيره”.

وفي موضوع تأثير انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان على القطاع الزراعي قال الترشيشي “بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون نحن نامل ونحلم بحياة جديدة وعلى كل المستويات الاقتصادية عموما والزراعية خصوصا، اما في ما خص القطاع الزراعي فنأمل ان يكون وزير الزراعة يحب الزراعة ويحب البيئة”.

وقال: ” اما بالنسبة لانتظام الحياة العامة والمؤسسات العامة فهذا امر مطلوب وهو يساعد كثيرا ولا سيما اننا في حاجة الى عمل الإدارات الحكومية وان يذهب الموظفون الى اعمالهم وان تعمل المؤسسات على تذليل العقبات امام تصدير المنتجات اللبنانية، وكذلك العمل على احياء مؤسسة ” إيدال” وإعادة العمل بها كي تفيد الزراعة والمزارع اضافة الى تحفيز وتنشيط العمل الزارعي الهادف”.

ورأى الترشيشي ان ” هناك متطلبات كبيرة من الحكومة الجديدة في الشأن الزراعي لان الحكومة السابقة لم تعمل لتفعيل القطاع الزراعي بل كانت ضد المزارع الذي واجه الكثير من المعاكسات وكان حظه سيئا “ونتمنى في ظل هذا العهد الجديد وظل الحكومة الجديدة ان تتحقق آمالنا وطموحاتنا كمزارعين لبنانيين كي يستمر هذا القطاع ويحقق النجاح بعد كل المشاكل التي تعرض لها وبعد الحرب الإسرائيلية الاخيرة التي تعرض لها لبنان والتي استمرت 65 يوما وحاليا انحباس الأمطار ونتمنى الفرج ونامل من المملكة العربية السعودية ان تفتح اسواقها امام المنتجات الزراعية اللبنانية وكذلك اعادة فتح الطريق البري عبر الاردن والسعودية والدول الخليجية لنعود كما كنا في السابق اضافة الى الغاء كل الضرائب التي وضعت استثنائيا على المنتجات اللبنانية”.

مصدرالديار - أميمة شمس الدين
المادة السابقةالوزير الجديد أمام “تحدّي الكهرباء”
المقالة القادمة“النافعة” بين الاختلال الإداري ومتاهة الفساد… العين على دور وزير الداخليّةّ!