الحاكم يشعل سعر الدولار والمحروقات

المواجهة بين القضاء وحاكم مصرف لبنان لم يقتصر مسرحها على العدلية، بل أرخت بظلالها على سعر الليرة. فالحاكم ليس مشتبهاً فيه فقط في ملف «فوري»، بل مشتبه فيه أيضاً بالتلاعب بسعر الصرف وبسوق المحروقات، واستخدامهما للضغط على القوى السياسية لمنع محاكمته وشقيقه بملف «فوري». وعلى وقع إشاعات سرت أمس عن أن القضاء أخلى سبيل رجا سلامة، انخفض سعر الدولار بنحو 500 ليرة، لكن عدم صحة الإشاعات رفعت السعر ليتجاوز الـ 25 ألفاً. ويعود هذا التذبذب في السعر إلى الدينامية التي خلقها مصرف لبنان من خلال منصّة «صيرفة» لتزويد السوق بالدولارات اللازمة لاستيراد السلع وأبرزها البنزين والمازوت، فضلاً عن أن هذه الدينامية تؤثّر مباشرة في توقعات السوق الموازية. وبدلاً من أن يعمل مصرف لبنان على ضبط السعر، فإن هذه الدينامية توفّر له القدرة على التلاعب بسلوك وتوقعات السوق من صرافين ومصارف وشركات تجارية وأفراد.

وفي السياق نفسه، لم تفتح غالبية محطات الوقود أبوابها أمس في انتظار تسعيرة وزارة الطاقة. «كارتيل» مستوردي المحروقات رفض تسليم المحطات الوقود باعتبار أن التسعيرة لم تصدر صباحاً وبدأ بمضايقة أصحاب المحطات من خلال الطلب منهم تسديد ثمن البنزين بالدولار، رغم أنه يحصل على الدولارات اللازمة للاستيراد من مصرف لبنان. المشكلة تكمن في تسعير المخزون، إذ إن المستوردين يرون أنه يجب رفع السعر بشكل يومي لتعويض أي ارتفاعات عالمية في السعر، بينما وزارة الطاقة تتباطأ في إصدار التسعيرة في محاولة لتصريف أكبر كمية من المخزون بالسعر الأدنى، وهذا ما حصل أمس عندما صدرت التسعيرة مساء. وكان الاتفاق بين الوزارة والكارتيل أن يتم إصدار تسعيرة جديدة كلما ازدادت أسعار المشتقات النفطية بأكثر من 35 دولاراً للطن، وهذا يعني تسعير المخزون بقيمة أعلى من قيمته الفعلية ومنح الكارتيل أرباحاً إضافية تعوّض له ذوبان الرساميل الناتج من ارتفاع الأسعار العالمية.

مصدرجريدة الأخبار
المادة السابقةابوشقرا: إجتماعات عدّة اليوم لإيجاد آلية مناسبة ونأمل التوصّل الى حلّ في الساعات القليلة المقبلة
المقالة القادمةخطّة «الأبحاث الزراعيّة» لزراعة القمح: 250 ألف طن عام 2025