تزامن أعياد الطوائف المسيحية والإسلامية في عيدي الفصح والفطر لعله يكون إشارة إلى اللبنانيين أو بالأحرى إلى المسؤولين لضرورة التلاقي والوحدة لما فيه مصلحة للبنان الذي عانى ما عاناه على مر السنين وليس آخرها الأزمة الاقتصادية و تداعياتها على الوضع المعيشي للبنانيين ومن ثم الحرب الدائرة في الجنوب اللبناني منذ ٧ تشرين الاول وتداعياتها على الوضع الاقتصادي الذي ازداد تأزماً.
الديار قامت بجولة على الأسواق والتقت رئيس جمعية تجار جونية وكسروان الفتوح سامي العيراني ورئيس جمعية تجار الأشرفية طوني عيد ورئيس جمعية تجار بربور رشيد الكبي ورئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني الذين أجمعوا على تراجع الحركة في الأسواق نتيجة الحرب في الجنوب اللبناني فضلاً عن الأزمة الإقتصادية المستمرة منذ خمس سنوات.
العيراني
لفت رئيس جمعية تجار جونية وكسروان الفتوح إلى ان حركة اعياد الشعانين والفصح في مناطق اسواق جونيه وكسروان الفتوح شهدت انخفاضاً تتراوح بين ١٠ و٣٠ ٪ عن السنة الفائتة ، لافتاً إلى ان هذه النسبة تتفاوت بين منطقة واخرى
وتحدث العيراني عن العوامل التي ساهمت في ابطاء الحركة وابرزها الحرب الدائرة في الجنوب وحالة القلق التي يعيشها الناس من ان تتسع دائرتها لتشمل باقي الاراضي اللبنانية إضافةً إلى الغلاء المعيشي الذي نجم عن ارتفاع في كلفة الانتاج لدى الدول المصدرة والنقل البحري بسبب حربي اوكرانيا وغزة.
الاولوية لدى الناس في هذه المرحلة هي تأمين المواد الغذائية بالقدر الممكن وما يبقى يتجهون لشراء باقي متطلبات الاعياد.
كما أشار العيراني إلى عامل آخر ساهم في تراجع الحركة وهو تضاؤل مدخرات اللبنانيين نظراً لانخفاض الرواتب وشح المداخيل مع استمرار المصارف في حبس الودائع و ارتفاع بدل الخدمات الاساسية والزيادة الكبيرة في الرسوم التي تشمل جميع المعاملات الرسمية كما لحظتها موازنة ٢٠٢٤.
غياب العامل السياحي بسبب الحرب الدائرة والضغوطات التي يمارسها على لبنان الممسكون بالعصب الاقتصادي العالمي.
وإذ رأى أن الفروقات الزمنية الكبيرة بين يومي اعياد الشعانين والفصح المجيد عند الطوائف الكاثوليكية والاورثوذكسية الشرقية ادت الى تقاسم حركة التسوق، اعتبر ان العامل الذي كان له الدور الاساسي في انخفاض الحركة في موسم الشعانين هو عامل الطقس البارد والشتاء شبه المتواصل حيث ان الكثير من العائلات امتنعت عن التسوق لاطفالها باعتبار ان الطقس سيكون غير ملائم لارتداء الاطفال للالبسة والاحذية الخفيفة .
ومن العوامل أيضاً وفق العيراني حركة السير الخانقة التي اعاقت التنقل خلال الايام الاخيرة من العيد ولجوء المتسوقين الى الشراء عبر منصات التواصل الاجتماعي والمحلات التي يشغلها السوريون بصورة غير شرعية بالبضائع المهربة والمزورة ، المنتشرة في كافة الاسواق اللبنانية، هي عامل مزاحمة غبر مشروعة للتاجر اللبناني وتضليل للمستهلك .
ويختم العيراني بالقول يبرز عامل الازمة الاقتصادية التي يمتنع من يمسك بالقرار السياسي عن ايجاد الحل لها باحكام قبضته على كافة مرافق الدولة والادارات الرسمية وامعانه في افراغ المناصب الرئيسية من رجالاتها خاصة المسيحية منها بدءًا من رئاسة الجمهورية وانتهاء بباقي المناصب التي تسبب خللاً في التعايش والحياة السياسية واخلالاً بمضامين الدستور ووثيقة العيش المشترك .
الأشرفية
رئيس جمعية تجار الأشرفية طوني عيد أشار إلى أن هناك تدنيا في الحركة التجارية على ابواب الموسم والتراجع واضح في المبيعات، حيث كان التراجع منذ فترة عن العام الماضي حوالى 30 – 35% ليتحسن بشكل طفيف كلما اقتربنا من الأعياد ليصبح ما بين 20 – 25%.
ولفت عيد إلى أنه لا يوجد سياح عرب ولا اجانب حتى الآن وحركتهم ضعيفة والمغتربون بدؤوا بالتوافد الى الاسواق والمولات بشكل خجول.
وأكد عيد أن سبب تراجع الحركة التجارية يعود بشكل مباشر الى الاوضاع الامنية في الجنوب متمنياً أن تحل الأمور في وقت قريب بالاضافة الى الازمة الاقتصادية العالمية.
الكبي
رئيس جمعية تجار بربور رشيد الكبي قال في حديث للديار: الاقبال ضعيف على سوق بربور بسبب الوضع الامني جنوبا ووجود قلق وحذر لدى الزبائن بالرغم من وجود رغبة من قبلهم للتسوق.
ولفت الكبي إلى أن السوق لم يشهد خلال العام الماضي الحركة المطلوبة، “لكننا نأمل في أن يتحسن الوضع هذا العام ولا سيما اننا نحاول تنشيط الحركة التجارية فيه من خلال مهرجان سنقيمه في السوق من 4 – 9 نيسان، على أمل إقبال المواطنين للتسوق في سوق بربور” متمنياً ألا تسوء الاوضاع الامنية كيلا يصبح الوضع الاقتصادي اكثر صعوبة.
عيتاني
رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني وصف موسم الأعياد هذا العام بأنه أسوأ موسم منذ ٤٠ سنة فالأسواق فارغة من السياح وحتى من المغتربين مشيراً إلى أن السبب يعود إلى الأوضاع في الجنوب فضلاً عن الركود والجمود نتيجة الأزمة الاقتصادية بحيث تراجعت نسبة المبيعات ٨٠% .