أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن نسبة خفض العجز التي توصلت إليها الحكومة في موازنة العام 2019، رسالة بكل الاتجاهات، للبنانيين بالدرجة الأولى وللقطاعات الاقتصادية وللأسواق المالية، ورسالة للأصدقاء بالمجتمع الدولي، مشددا على أن الحكومة اللبنانية مصرة على معالجة أوجه الضعف والخلل والهدر بالقطاع العام، ومصرة على أعلى درجات الشفافية بتطبيق برنامج سيدر للاستثمار.
وقال الحريري جاء خلال رعايته غروب اليوم حفل الإفطار الرمضاني الذي أقامه قطاع المهن الحرة في تيار المستقبل بمركز سي سايد أرينا:بالأمس أنهينا الموازنة، وانتهت معها رهانات البعض على فشل الحكومة، بالتوصل لخفض العجز وتخفيض الإنفاق وضبط الهدر، مشيرا الى ان “نسبة خفض العجز التي توصلنا إليها، رسالة بكل الاتجاهات، للبنانيين بالدرجة الأولى وللقطاعات الاقتصادية وللأسواق المالية، ورسالة للأصدقاء بالمجتمع الدولي، أن الحكومة اللبنانية مصرة على معالجة أوجه الضعف والخلل والهدر بالقطاع العام، ومصرة على أعلى درجات الشفافية بتطبيق برنامج سيدر للاستثمار”.
اضاف: موازنة ٢٠١٩، ليست نهاية المطاف. هذه الموازنة بداية لطريق طويل، قررنا أن نسير فيه، حتى يصل الاقتصاد اللبناني إلى بر الأمان.
وتابع: تذكرون حين بدأنا الحديث عن الموازنة، كنت أقول أن هناك قرارات صعبة سنتخذها، وأن هناك قرارات يجب أن نأخذها، لأنه فعليا كنا على مدى السنوات السابقة، كنا مختلفين في السياسة بين 8 و14 آذار، لافتا الى ان هذا الأمر أثر بالبلد فلم تعد هناك، لا مشاريع، ولا كهرباء، ولا مياه، ولا موازنات، ولا قوانين، معتبرا ان اليوم الأمور مختلفة، ونحن نعمل لكي نصلح كل ما حصل في السابق، وهذه مهمة ليست سهلة، مضيفا: لا يظنن أحد أن أمورا كهذه لا تحتاج تضحيات، بلا، هي تحتاج تضحيات. وأنا أتفهم أن ينزل الناس إلى الشارع للتظاهر، وإن كنت لا أستطيع حتى الآن أن أفهم لماذا يتظاهر بعض هؤلاء؟
وراى الحريري ان المهم هو أنه لدينا خيارات في البلد، فإما أن نبقى مستمرين كما نحن وننتظر صندوق النقد الدولي ليفرض علينا شروطا مستحيلة كما حصل في الأردن ومصر واليونان، حينها نصبح مجبرين على تطبيق هذه الشروط، ولا خيار لدينا لأن الأموال لا تأتي من عندنا بل من الصندوق، وإما أن نقوم بما نقوم به اليوم، وهو أننا فعليا نجري إصلاحنا الداخلي قبل أن نصل إلى المكان الخطر، وهنا تكمن الصعوبة.
أضاف: ربما حين يأتي طرف من الخارج ويقول لنا أنه لدينا مشكلة مالية وأن البلد ينهار، نقتنع بضرورة القيام بالإجراءات اللازمة. أما اليوم فربما هناك صعوبة في أن نقول لأنفسنا ونتفق في ما بيننا على ضرورة القيام ببعض الأمور وتغيير قوانين معينة ونعض على الجرح أكثر فأكثر لتخطي هذه المرحلة. لكن الحقيقة أن هذه المرحلة ليست طويلة ولا هي عبارة عن سنوات عديدة كبعض الدول الأخرى التي لم تتمكن من الخروج من صعوباتها بعد سبع سنوات أو ثمان. وتابع: نحن بعد سنة أو سنتين من تطبيق “سيدر” ستتحرك الأمور، حتى أننا بعد تطبيق هذه الموازنة ستلاحظون أن الأمور تغيرت، وسنرى خلال هذا الصيف بإذن الله عدد كبير من السياح، أكبر مما كنا نراه مؤخرا، لأننا تمكنا من أن نتصالح من جديد مع إخواننا في الخليج وكل الدول العربية التي كان بيننا نوع من سوء الفهم أو عدم التفهم لسياستنا. اليوم هناك تفهم لوضعنا، كما أن المنطقة تمر في مرحلة صعبة جدا، وهناك تصعيد حاصل في الخليج، ولبنان بلد صغير، لكن لديه طاقات كبيرة جدا، وخاصة في المهن الحرة لديه. لذلك علينا أن نبقى ثابتين في مكاننا، وأنا أؤكد لكم بإذن الله أن هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان اقتصاديا، وخاصة بالنسبة للمهن الحرة، بسبب فقدان المشاريع والعمل في البلد. لكن حين تنطلق مشاريع سيدر، والتي لها علاقة جميعها بالبنى التحتية، فإن عجلة الاقتصاد ستنطلق.
احتجنا إلى 19 جلسة لإقرار الموازنة. البعض يظن أنه كان هناك هدر للوقت، وأنا أقول لكم بكل صراحة وصدق، نعم، في بعض الأماكن، كان هناك هدر للوقت. لكن في الكثير من الأماكن الأخرى، كلا، لم يكن هناك هدر للوقت، لأننا فعليا، للمرة الأولى، كنا نعمل كمجموعة، لكي نتمكن من الخروج بأفضل أرقام ومشاريع للموازنة لتخفيض العجز. هذا الأمر ليس سهلا، خاصة وأن عدة أفرقاء سياسيين اجتمعوا لإعداد هذه الموازنة، ولكل منهم أفكاره الاقتصادية، وكل منهم يريد أن يخرج على أنه هو الرابح، وأنه أضاف أكثر من الآخر على الموازنة. لكن ما لم يفهموه هو أن لبنان هو الرابح بهذه الموازنة وليس أي فريق سياسي. ليس سعد الحريري ولا رئيس الجمهورية ولا رئيس مجلس النواب. اللبنانيون هم من سيربحون بهذه الموازنة، وهذا ما كان يهمني. لذلك أخذت وقتا وكنت صبورا جدا جدا جدا. لكن إن شاء الله، موازنة العام 2020 لن تأخذ هذا الوقت، لأننا بتنا نعرف ماذا نريد أن نفعل، وموازنة 2019 هي تقريبا بداية مسار لاستكمال ما سنقوم به في الأعوام 2020 و2021 و2022 و2023. هكذا يجب أن نفكر