أشارت صحيفة “النهار” انه “اذا كانت المواقف التي اطلقها رئيس الوزراء سعد الحريري خلال جولته أمس على مرفأ بيروت اتسمت بنبرة حازمة قد عكست الزخم الذي بات يطبع حركته منذ انعقاد اللقاء الاقتصادي في قصر بعبدا واتجاهاته الجدية نحو تنفيذ المقررات الأكثر الحاحاً وضرورة لفرملة الاندفاع نحو متاهات اقتصادية ومالية أشد خطورة مما هي راهناً، فإن مسارعة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الاتصال بالحريري تمهيداً لاستقباله في قصر الاليزيه في 20 أيلول الجاري بدت أيضاً بمثابة مؤشر لارتفاع منسوب الاهتمام والقلق الفرنسيين حيال الأوضاع في لبنان”.
واضافت “جاء اتصال ماكرون بالحريري غداة اختتام المبعوث الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” بيار دوكين زيارته لبيروت باتخاذه مجموعة مواقف أثارت جدلاً واسعاً من حيث اتسامها بنبرة مقرعة للمسؤولين اللبنانيين في شأن التأخر في اطلاق رزمة الاصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة. وبدا واضحاً ان التبرم الذي عبر عنه بعض المسؤولين من دوكين لجهة ما اعتبر “فجاجة” في التعبير عن مواقفه، لم يزعج مسؤولين آخرين بل اتخذ دلالة على صدق الاتجاهات الفرنسية وتشدد فرنسا في دفع المسؤولين اللبنانيين الى اطلاق المسار التنفيذي للالتزامات الاصلاحية التي تعهدتها الحكومة اللبنانية في مؤتمر “سيدر””.
وتابعت “ستكتسب في ظل ذلك محادثات الحريري مع الرئيس الفرنسي أهمية كبيرة، خصوصاً ان هذه المحادثات تأتي بعد اضطلاع فرنسا أيضاً بدور أساسي في الجهود الخارجية التي بذلت لمنع تدهور الاوضاع عسكرياً على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية الاسبوع الماضي بما يعني ان الدور الفرنسي المزدوج، سواء بالنسبة الى تنفيذ مقررات “سيدر” أو الحفاظ على الاستقرار ومنع احتمالات اي مواجهة بين “حزب الله” واسرائيل، سيغدو محورياً أكثر فأكثر، علماً ان أوساطاً محلية ترى ان تعاظم الدور الفرنسي بين الولايات المتحدة وايران سيفيد لبنان من حيث تحصين استقراره”.