الخبز بالرغيف والخضار والفواكه بالحبّة

“وحياة الله ما بعمرا مرقت علينا إيام أصعب من هيدي الإيام.. أنا صار عمري 76 سنة وحضرت كل الحروب اللي مرقت على هالبلد وما كنا نشوف متل هالإيام”. بهذه الكلمات المعبّرة اختصرت الحاجة سعاد (أم أيمن) من دير عمار، معاناة اللبنانيين.

ويقول السيد ماجد البحصة من عكار (56 سنة): “لم أعرف في حياتي أوضاعاً أصعب من هذه الأوضاع، حتى في عز الحرب الأهلية، وعندما دخل السوري إلى لبنان، ووضع الحواجز على كل طريق ومفترق، وكنا نذهب من عكار إلى طرابلس حتى نشتري ربطة الخبز، لكن الأوضاع لم تكن بصعوبة وفداحة هذه الفترة من حياتنا.. تخيل كانت ايام حرب وكان المال متوفراً بين أيدي الناس. الآن كل شيء متوفر ولكن لا يمكنك أن تشتريه؟!. أيعقل أن تصبح اللحمة والدجاج حلماً أو شهوة نأكلها كل ثلاثة أو أربعة أشهر مرة”؟!.

يودّع أهالي الشمال اللحوم عن موائدهم، بعدما ارتفعت أسعارها بشكل لا يمكن تصوّره. فكيلو لحم البقر تخطى في مناطق عكار وطرابلس والمنية والكورة… المئتي ألف ليرة لبنانية، أما كيلو الفروج فلامس المئة ألف ليرة لبنانية هو الآخر، ناهيك عن الأسماك التي صارت أنواعٌ منها حلماً لدى أهالي الشمال، حيث وصل سعر الكيلو في بعض الأنواع منها إلى ما يفوق الـ 600 ألف ليرة لبنانية.

ومع إرتفاع الدولار المستمر فإن ارتفاع أسعار اللحوم سيبقى بلا سقف للأشهر المقبلة، ومن يدري كم ستصبح أسعارها في شهر رمضان المبارك بعد ثلاثة أشهر من الآن، علماً أن اللحوم هي أساس موائد الصائمين.

وقال عبد الهادي، صاحب محل بيع فروج في طرابلس “صرلي 12 سنة فاتح المحل ما بحياتو إجاني حدا اشترى الدجاج بالقطعة إلا هالإيام… نحنا كمان هيك ما فينا نكفي”.

وثمة عائلات في طرابلس والشمال تشتري كل شيء بالقطعة الواحدة أو القطعتين، حتى الخبز صار يباع بالـ”فلت” بالرغيف والرغيفين، والبطاطا بالحبة والحبتين وكذلك الموز والتفاح بالحبة أيضاً، أما الغالي مثل الكستناء فصار بالنسبة إلى العائلات لزوم ما لا يلزم.

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقةموازنة 2022… هنا “نسخنا”… وهنا “لصقنا”
المقالة القادمةأصحاب المولّدات “مافيا” أو “ضحايا”؟