الخشية من تقليص عمل “صيرفة” ترفع سعر الدولار

لم تكن القفزة التي شهدها سعر صرف الدولار في السوق السوداء أمس الى 32200 ليرة لبنانية من 30700 ليرة لبنانية أمس الأول فقط نتيجة اقتحام مواطن مصرفاً وحصوله على 30 ألف دولار من حسابه نقداً وما تبع ذلك من بلبلة في الوسط المصرفي ومن إثارة للريبة من أن يسير سائر المواطنين المحبوسة ودائعهم على خطاه وتندلع الفوضى العارمة.

فإضافة الى تداعيات هذه الحادثة، كان واضحاً أنّ مسار الدولار سيواصل طريقه صعوداً حين تخطى الأسبوع الماضي عتبة الـ31 ألف ليرة، ولولا تواجد المغتربين في البلاد وموسم السياحة الناشط لكان سعر صرف الدولار أعلى بكثير ولتطلّب لجمه تدخّل مصرف لبنان بما تبقى من إحتياطي إلزامي لديه.

ويقول المستشار المالي غسان شمّاس لـ”نداء الوطن” حول أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار في يوم واحد بنسبة نحو 3%، بحيث أقفل مساءً على 31700 ليرة، إنّ هذا الارتفاع يعود الى الأسباب التالية:

– استمرار تداعيات الإضراب السلبية الذي نفذته المصارف يوم الإثنين الماضي وتلاه يوم عطلة، وراهناً إقفال البلاد لفترة ثلاثة أيام نهاية الأسبوع الجاري، ما خفّض من حجم العرض للدولار، باعتبار أن سعر الصرف مرهون بمعادلة العرض والطلب.

– سريان أنباء عن إجراءات قد تتخذها المصارف بسبب الإرباك الحاصل في وسطها وإمكانية تقليص البنوك عمل “صيرفة”، الأمر الذي دفع التاجر الذي يحتاج دولارات للتوجّه الى السوق السوداء لشراء حاجته من العملة الخضراء، طالما أن موسم السياحة لا يزال سارياً وعرض الدولار النقدي قائم في السوق.

وأشار شمّاس الى أن “الدولار قد يسلك إتجاهاً تراجعياً مجدداً، في حال صدور بيان مطمئن عن استمرار المصارف في عملها من خلال منصة “صيرفة”، موضحاً أنّ “زيادة سعر صرف الدولار بمقدار 1000 ليرة لا يعني ان هناك تهافتاً على شراء الدولار من السوق السوداء، إنما يؤشر إلى وجود شكوك من قبل التجار حول أداء المصارف من خلال “صيرفة”. ويتوقع ان تتظهّر حقيقة المشهد يوم الثلثاء المقبل بعد انتهاء العطلة وذلك من الساعة التاسعة صباحاً موعد فتح منصة “صيرفة” لدى المصارف ولغاية الساعة 11، اذ سيتبين ما اذا كانت المصارف ستبيع دولار “صيرفة” أم لا، باعتبار أنه يمكن لبعض المصارف من الناحية التطبيقية ألا تستقبل زبائنها لإنجاز عمليات عبر المنصّة.

وكان حجم التداول على منصة Sayrafa قد بلغ يوم أمس، 46 مليون دولار أميركي بمعدل 26200 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وفقاً لأسعار صرف العمليات التي نفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.

مصدرنداء الوطن - باتريسيا جلاد
المادة السابقةالإستفادة من خبرة MEDREG في الهيئة الناظمة للكهرباء
المقالة القادمةموظّفو شركتَي الخليويّ: لتحسين رواتب الموظّفين